الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - تزايد الغضب في أوروبا من تدخلات ماسك السياسية

تزايد الغضب في أوروبا من تدخلات ماسك السياسية

الساعة 02:41 مساءً

رئيس وزراء بريطانيا يتهم إيلون ماسك بنشر الأكاذيب والرئيس الفرنسي يؤكد أن الملياردير الأميركي يتدخل بالانتخابات الألمانية.

يتزايد الغضب في أوروبا من تصريحات الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، حيث يتهمه العديد من السياسيين الذين يحكمون حالياً في عدة بلدان أوروبية بالتتدخل في شؤون بلادهم.

 

وفي هذا السياق، رد رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، على مالك منصة "إكس" إيلون ماسك من دون أن يسميه، وذلك بعد أن وجّه الأخير مجموعة من الانتقادات لحكومة ستارمر خلال الأسبوع الماضي.

 

وقال ستارمر، خلال كلمة له بشأن خفض فترات الانتظار في خدمة الصحة الوطنية، اليوم الاثنين، إنه يعتقد أن معظم الناس مهتمون بما سيحدث لخدمة الصحة الوطنية أكثر مما يحدث على "تويتر"، في إشارة إلى انتقادات ماسك على موقع "إكس" ("تويتر" سابقاً).

 

قضية استغلال الأطفال في بريطانيا

وأضاف ستارمر أن "الاستغلال الجنسي للأطفال أمر مقزز للغاية، ولعدة سنوات كان العديد من الضحايا قد خذلوا تماماً بسبب الأفكار المنحرفة حول العلاقات المجتمعية"، على حد تعبيره.

 

وأكد ستارمر، في إشارة إلى تعليقات ماسك أيضاً بشأن مسؤولية ستارمر عن خذلان هؤلاء الضحايا، أن "أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة على نطاق واسع قدر الإمكان لا يهتمون بالضحايا".

 

وأضاف أن "أولئك الذين يهاجمون جيس فيليبس، التي أفتخر بأن أسمّيها زميلة وصديقة، لا يحمون الضحايا. لقد فعلت جيس فيليبس أكثر من ألف مرة مما حلموا به على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بحماية ضحايا الاعتداء الجنسي".

 

وكان مؤسس شركة "تسلا" قد دعا، الأسبوع الماضي، إلى إجراء تحقيق في التعامل مع قضايا شهدت اتهام رجال من أصول باكستانية باغتصاب قاصرات في وقت كان يترأس فيه ستارمر النيابة العامة الحكومية.

 

وخلص تحقيق في عام 2014 إلى أن 1400 طفل على الأقل تعرضوا للاستغلال الجنسي في روذرهام بشمال إنجلترا بين عامي 1997 و2013.

في سياق متصل، دافع وزير الصحة والرعاية الاجتماعية البريطاني ويس ستريتنغ، أمس الأحد، عن ستارمر وعضو آخر في حكومته، وهي جيس فيليبس، التي أثارت غضب ماسك بقولها إن أي تحقيق جديد يجب أن تتعامل معه السلطات المحلية.

 

هذا ويشنّ ماسك منذ أسابيع حملة مكثفة ضد الحكومة البريطانية التي يقودها ستارمر الذي يتّهمه بتقييد حرية التعبير. كما يطالب ماسك بإطلاق سراح ستيفن ياكسلي - لينون، مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية (أقسى اليمين)، المعروف باسم تومي روبنسون، والمناهض للهجرة وللإسلام. ويقضي روبنسون حالياً حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً بتهمة ازدراء القضاء.

 

التدخل في الانتخابات في أوروبا

وفي فرنسا، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون إن "ماسك يتدخل بشكل مباشر في الانتخابات بأوروبا"، مشيراً إلى أن تعليقاته تشكّل "تدخلا مباشرا في الانتخابات الألمانية".

بدوره، أعرب رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور عن قلقه من تدخل ماسك بشكل مباشر في قضايا سياسية داخلية بدول خارج الولايات المتحدة. وقال ستور، لهيئة الإذاعة العامة النرويجية: "أجد أنه من المُقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة، بشكل مباشر في الشؤون الداخلية لدول أخرى". وأضاف: "هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء". وقال ستور إنه إذا كان ماسك سيتدخل في السياسة النرويجية، فيجب على ساسة البلاد أن ينأوا بأنفسهم جماعياً عن مثل هذه الجهود.

 

وتثير تدخلات ماسك الخارجية، لا سيما في أوروبا، غضباً متصاعداً. وقبل أيام، ندّد المستشار الألماني أولاف شولتس بـ"التصريحات المتنافرة" التي صدرت عن ماسك، وبدعم الأخير حزب أقصى اليمين "البديل من أجل ألمانيا".

 

وفي مقابلة صحفية صدرت السبت، اعتبر شولتس أنه «لا بدّ من التسلّح بالهدوء» في وجه تصريحات ماسك.