على وقع الخسارة المريرة التي مني بها حليفها السابق، رئيس النظام السوري بشار الأسد، كرر بعض المسؤولين الإيرانيين تحميل الأسد المسؤولية.
فقد اعتبر قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، أن ما حدث في سوريا درس مرير يجب أن نتعلم منه.
كما شدد على أن القوات الإيرانية أو المستشارين "لم يذهبوا إلى الأراضي السورية من أجل ضمها، بل للدفاع عن المسلمين"، وفق زعمه.
إلى ذلك، وصف سلامي، في ختام الدورة السنوية الثالثة لاختيار أفضل الأعمال البحثية العسكرية، ما جرى في سوريا من تطورات بالمؤسفة. وقال إن إسرائيل باتت قادرة على "مراقبة كل ما يجري داخل الأسر الدمشقية بأعين غير مسلحة.. وهذا أمر لا يمكن تحمله حقا".
كذلك شدد على أن "بلاده سعت إلى صون كرامة السوريين"، عبر تدخلها.
خطأ كبير
في حين رأى اللواء رسول سنائيراد، المسؤول السياسي لمكتب الشؤون العقائدية والسياسية في مكتب القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية في تصريحات صحفية اليوم الأحد أن الرئيس السوري السابق ارتكب خطأ كبيرا في الحسابات.
إلا أنه أشار إلى أن الكارثة الكبرى التي تفوق خطأ الحسابات لدى الأسد "تمثلت في خضوع جزء من الشعب السوري للخداع، رغم علمهم بتاريخ الجماعات المسلحة ورؤيتهم للتنظيمات الإرهابية الأجنبية بينهم"، وفق تعبيره.
كما اعتبر أن "تلك التصرفات تُعتبر بمثابة الرقص مع الذئاب، وتشكل درساً مهماً".
"حذرناه منذ سبتمبر"
وكان المرشد الإيرني علي خامنئي أكد قبل أيام أن بلاده حذرت دمشق منذ سبتمبر الماضي، من تحركات مريبة، إلا أن الأسد تجاهل العدو، وفق قوله.
كما حمل "دولة مجاورة مسؤولية المساهمة في الإطاحة بالرئيس السوري، في إشارة إلى تركيا.
على صعيد متصل، أفادت عدة مصادر إيرانية وإقليمية سابقا بأن طهران كانت مستاءة من الأسد، الذي أكد لها أن الجيش مسيطر على الوضع، رغم تقدم الفصائل المسلحة حينها على عدة مدن كبيرة، وانسحاب القوات المسلحة الحكومية. ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حمل الأسبوع الماضي رسالة إلى دمشق مفادها أن بلاده لا تستطيع تقديم المزيد من الدعم العسكري.
كما كشفت أن الإيرانيين فوجئوا بوضع الجيش السوري المتهاوي وضعفه.
يشار إلى أن "هيئة تحرير الشام" وفصائل مسلحة متحالفة معها كانت شنت أواخر الشهر الماضي هجوما مباغتاً على القوات المسلحة السورية، قبل أن تسيطر على حلب في أيام قليلة، ثم حماة وحمص، وبعدها دمشق.
إذ سقطت العاصمة في السابع من الشهر الحالي، فيما أعلنت الحكومة السابقة في اليوم التالي سقوط النظام وفرار الرئيس السابق.
ومع سقوط الأسد خسرت إيران حلقة رئيسية في ما تسميه "محور المقاومة"، بعد أن خرج حليفها الآخر حزب الله ضعيفا من الحرب مع إسرائيل في لبنان. إذ لطالما أدّت سوريا التي تتشارك مع لبنان حدودا طويلة سهلة الاختراق، دورا استراتيجيا في إمداد حزب الله المدعوم عسكريا وماليا من طهران بالأسلحة.