ظهر أبو محمد الجولاني، قائد "هيئة تحرير الشام"، الفصيل المسلح المعارض الذي يقود الهجوم المسلح على القوات الحكومية السورية، منذ أسبوع، في قلعة حلب التاريخية.
وانتشرت مقاطع وصور فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها الجولاني، محاطًا بأنصاره ومؤيديه، مسلحين ومدنيين، خارجًا من قلعة حلب.
وتأتي زيارة الجولاني إلى قلعة حلب، بعد دخول مسلحيه إلى مدينة حلب وسيطرتهم على قلعة حلب التاريخية منذ نحو أسبوع.
وكان الجولاني محورًا لشائعة اغتيال راجت بشكل واسع خلال الأيام الماضية، عقب شن الطيران الروسي والسوري غارة عنيفة على مقرات للهيئة في حلب تضمنت مراكز للقيادة.
من هو الجولاني؟
والجولاني يحمل عدة أسماء كما تقول مصادر سورية في دير الزور، الأول أحمد حسين الشرع، والثاني أسامة العبسي الواحدي.
بدأ الجولاني مسيرته القتالية في العراق ليصبح لاحقًا شخصية بارزة في تنظيم "القاعدة" تنقّل بعدها بين العراق ولبنان، إذ أشرف على تنظيم "جند الشام"، قبل أن يُعتقَل من قبل القوات الأميركية.. واللافت أنه أطلق سراحه لاحقًا ليعود أقوى إلى المشهد.
معلومات كثيرة تناقلها الغعلام عن الجولاني، ويقول المحللون إنه انشق عن تنظيم القاعدة "لينظف" اسمه واسم التنظيم الذي يقوده حاليًا، ليخرج من "الظل" بهيئة أكثر قبولًا للرأي العام الغربي على وجه الخصوص، حسب ما تقول وكالة "أسوشيتد برس".
وتشير الوكالة إلى أن الزعيم السابق لجبهة النصرة، البالغ من العمر 41 عامًا، يسعى إلى تغيير صورته لدى العالم.
بداية الجولاني
كان من المقاتلين الذين حاربوا واشنطن في بغداد.
والجولاني سوريّ الأصل قاتل في العراق، جنبا إلى جنب مع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش".
وقد لمع نجمه أثناء فترة ثورات الربيع بعد أن أرسله البغدادي لقيادة فرع للقاعدة في سوريا سُمّي وقتها "جبهة النصرة" للإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الجولاني حاول الترويج لمسألة أنه قطع أواصر العلاقة مع البغدادي.
ويرجح محللون أن البغدادي طلب منه دمج "جبهة النصرة" التي يقودها مع "داعش"، وهناك أعلن "تبرُّؤَه" من النصرة التي كان يتزعمها.
وفي أول مقابلة صحفية معه، قال الجولاني صراحة إنه يرفض المحادثات السياسية في جنيف لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مشيرًا إلى أنه يطمح في حكم "إسلامي" لهذا البلد، حيث لا مكان فيه للأقليات العلوية والشيعية والدرزية وبطبيعة الحال، المسيحية.
بعدها بسنوات، أعلن في فيديو أن تنظيمه غيّر اسمه إلى "جبهة فتح الشام" وقال إنه قطع علاقته بالقاعدة، زاعمًا أن هذه المنظمة الجديدة "لا تنتمي إلى أي جهة خارجية". وبعد عام، عاد وغيّر اسم التنظيم إلى "هيئة تحرير الشام" بعد دمج عدة جماعات مسلحة في تنظيمه.
ولم يكتفِ الجولاني بتغيير اسم التنظيم فقط، بل غيّر أيضًا الزي الذي دأب على ارتدائه، فأصبح يرتدي "قميصًا وبنطالًا" بدل الملابس العسكرية، وغيّر خطابه ليصبح "أكثر انفتاحًا".
في ذات السياق وفي مقابلة عام 2021، قال زعيم هيئة تحرير الشام إن تنظيمه لا يشكل تهديدًا للغرب، وأن العقوبات المفروضة ضده كانت غير عادلة.