رغم أنه صاحب موهبة استثنائية في التلحين وملقب من زملائه ببليغ حمدي الجيل، إلا أن الملحن الراحل محمد رحيم عانى من التهميش وعدم الاهتمام، ما أرهق قلبه.
فقد كشف أحد أصدقائه في تصريحات لـ"العربية.نت" أن أزمة رحيم بدأت مع بعض زملائه في الوسط الفني بسبب التجاهل والتهميش منذ سنوات، حيث كان دائم الشكوى أنه لا يحصل على حقه الأدبي والمعنوي من بعض النجوم الذين يتعاون معهم ويقدم لهم ألحاناً تصنع لهم النجاحات.
لكن لم يهتم أحد منهم ويذكر اسمه في الحفلات الغنائية التي يحضرها الآلاف من الجماهير، أو البرامج التلفزيونية التي تستضيفهم ليتحدثوا عن إنجازاتهم الموسيقية الكبيرة، رغم أنه كان سببا رئيسيا وراء تلك الإنجازات.
حزن شديد
كما أضاف المصدر أن رحيم كان يشعر بالحزن الشديد عندما يجد الفنانين يصطحبون الشعراء والملحنين الذين يتعاونون معهم ويقدمونهم للجمهور في الحفلات، ويسمحون لهم أن يؤدوا معهم بعض الوصلات الغنائية، كنوع من العرفان بالمجهود الذي يبذله الملحنون من أجل تحقيق النجاح والشهرة لزملائهم النجوم.
ولفت إلى أن رحيم كان يتساءل دائماً "لماذا لم يفعل معي هؤلاء النجوم مثلما يفعلون مع زملائي؟! هل أنا أقل منهم موهبة أم أنني رجل طيب لا يهتم المطربون بغضبي؟!".
ذبحة صدرية.. إحباط ويأس
كما مضى المصدر مؤكداً أن الأمر تفاقم مع رحيم حتى كان سبباً في إصابته بذبحة صدرية في يونيو الماضي، فدخل على أثرها إلى المستشفى وظل راقداً بغرفة العناية المركزة لعدة أيام، قبل أن يتعافى ويخرج ليكمل مسيرته الفنية وألحانه التي يعشقها.
غير أنه أوضح أن رحيم تملكه الإحباط واليأس خلال الأيام الأخيرة، فقرر اعتزال التلحين وترك الوسط الفني بشكل كامل والسفر إلى فرنسا ليعمل بأي مجال آخر، إلا أنه بعد طلب الجمهور منه العودة إلى فنه معبراً له عن حبه وتقديره له بكى بحرقة شديدة وتراجع عن قراره.
وختم تصريحاته بالكشف عن أن رحيم كان يستعد لتقديم عدد من الألحان الجديدة مع محمد منير ونانسي عجرم ومايا دياب وآخرين، وقد التقى بهم خلال الفترة الماضية قبل وفاته، إلا أن الوقت لم يسعفه فتوفي إثر أزمة قلبية مفاجئة في منزله وسط عائلته عن عمر يناهز 45 عاماً.
تعاون مع الكثيرين
يذكر أن محمد رحيم ملحن وموزع مصري من مواليد 9 ديسمبر 1979.
تعاون مع عمرو دياب وحميد الشاعري في ألبوم عودوني سنة 1998 من خلال أغنية "وغلاوتك" و"كانت أول ألحانة" و"عمره 19 سنة"، وفي ألبوم "أكتر واحد" سنة 2001 من خلال أغنية "حبيبي ولا على باله".
بعدها تعاون مع الكثير من الفنانين، أبرزهم أنغام، أصالة نصري، محمد حماقي، آمال ماهر، إليسا، حسين الجسمي، هشام عباس، خالد عجاج، خالد سليم، محمد محيي، سميرة سعيد، شيرين عبد الوهاب، وردة الجزائرية وآخرون.
مادة إعلانية