يواجه قطاع الطاقة في إيران خطراً بالغاً يصل إلى درجة المخاوف من الانهيار الكامل، وذلك بسبب المخاطر التي تواجه البنية التحتية للطاقة في البلاد بعد أن أصبحت أكثر عرضة للهجمات المستقبلية بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وقال تقرير نشره موقع "oil price" الأميركي، واطلعت عليه "العربية Business"، إن العقود الآجلة للنفط الخام القياسي انخفضت بأكبر هامش يومي لها منذ أكثر من عامين بعد أن شنت إسرائيل هجمات انتقامية محدودة على إيران لكنها تجنبت منشآت الطاقة، وبالتالي خففت المخاوف من انقطاع الإمدادات العالمية، لكن إسرائيل قصفت بشكل رئيسي أنظمة الدفاع الجوي ومواقع إنتاج الصواريخ في ثلاث محافظات إيرانية، وهو ما يجعل منشآت الطاقة والبنية التحتية الخاصة بها أكثر ضعفاً في المستقبل، وأكثر عرضة لأية هجمات.
ويقول التقرير إنه "في حين لم تكن البنية التحتية للطاقة هدفاً مباشراً في أحدث دفعة من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على إيران، فإن منشآت النفط والغاز في البلاد لم تخرج من الهجمات سالمة تماماً".
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مؤخراً أن إسرائيل استخدمت ضربات جوية دقيقة وطائرات بدون طيار لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي منشآت النفط والغاز الحيوية بشكل أساسي، فضلاً عن المواقع العسكرية المرتبطة ببرنامج طهران النووي وإنتاج الصواريخ الباليستية.
ومن بين أنظمة الدفاع الجوي المستهدفة مصفاة عبادان النفطية، ومجمع بندر الإمام الخميني للبتروكيماويات، وحقل الغاز تانج بيجار، وميناء بندر في جنوب البلاد. وفي المجمل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حوالي 20 ضربة.
وأشارت "ستاندرد تشارترد" في تحليل لها إلى أن الأضرار التي لحقت بالدفاعات الجوية الخاصة بالبنية التحتية للطاقة في إيران زادت من تعرضها لهجوم مستقبلي، وهو التطور الذي يبدو أن السوق تتجاهله، أو على الأقل لا تقدره حق قدره.
ولاحقاً للخسائر التي منيت بها أسعار النفط يوم الاثنين الماضي عادت الأسواق إلى الارتفاع، حيث ارتفع خام برنت تسليم ديسمبر بنسبة 2.1% ليتداول عند 72.50 دولاراً في جلسة الأربعاء، بينما ارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط المقابل بنسبة 2.0% ليتداول عند 68.62 دولاراً للبرميل. ويأتي أحدث ارتفاع في أسعار النفط بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عن انخفاض مخزون البنزين والمقطرات المتوسطة للأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر.
وفي الأسبوع الماضي، أفاد بنك "ستانشارت" أن الطلب العالمي على النفط بلغ أعلى مستوى على الإطلاق عند 103.79 مليون برميل يومياً في أغسطس، وهي مفاجأة تصاعدية بنحو 450 ألف برميل يومياً فوق التوقعات، حيث أصبح شهر أغسطس هو الشهر الثالث على التوالي الذي يسجل فيه الطلب أعلى مستوى على الإطلاق.