الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - رحبت به إيران وهددته إسرائيل.. دلالات وراء تعيين نعيم قاسم

رحبت به إيران وهددته إسرائيل.. دلالات وراء تعيين نعيم قاسم

الساعة 07:36 صباحاً

 

لم تمضِ ساعات على إعلان حزب الله رسمياً تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً له، خلفاً لحسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل بغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 سبتمبر الماضي، حتى انهالت التعليقات.

 

فقد رأى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن "وجود الشيخ نعيم قاسم على رأس حزب الله سيعزز الإرادة في المقاومة"، وفق تعبيره.

 

كما شدد على ثقته بأن وجود شخصية بارزة كقاسم على رأس الحزب سيسهم في تعزيز الإرادة ويواصل المسار.

 

كذلك اعتبر قائد الحرس الثوري حسين سلامي، أن اختيار قاسم يحمل رسالة بأن "فكر المقاومة لا يمكن القضاء عليه"، وفقا لكلامه.

 

بالمقابل، حذرت إسرائيل بأن فترة بقاء قاسم في منصبه أمينا عاما للحزب قد لا تستمر طويلاً إذا لم يغير سياساته.

 

وأضافت في تعليق على صفحة رسمية تابعة للحكومة في فيسبوك، اليوم الثلاثاء، "قد تكون فترة توليه هذا المنصب الأقصر في تاريخ هذه المنظمة إذا سار على درب سابقيه حسن نصرالله وهاشم صفي الدين".

 

كما أكدت "أن لا حل في لبنان إلا بتفكيك هذه المنظمة كقوة عسكرية"، وفق تعبيرها، ناشرة صورة لقاسم يمسح عرقه، وعلقت عليها "خلال أول خطاب له".

 

بدوره، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، صورة لقاسم على حسابه بمنصة "إكس"، قائلا إن "العد التنازلي بدأ".

 

كما أردف متوعدا "بقاؤك لن يطول".

 

فما دلالات تعيين قاسم بهذا التوقيت؟

عن هذا الأمر، أشار المحلل السياسي قاسم قصير، بأن هناك خلفيات كثيرة وراء إعلان تنصيب نعيم قاسم، ودلالات مختلفة.

 

وشرح في مداخلة مع "العربية/الحدث"، الثلاثاء، أن الإعلان جاء كرسالة للداخل اللبناني والخارج أيضاً، مفادها أن حزب لله أعاد تنظيم البيت الداخلي لصفوفه ولا ينتظر انتهاء الحرب.

 

كما تابع أن الإعلان جاء تكذيباً لكل الأقاويل التي تتحدث عن وجود ضابط إيراني يدير معارك الحزب، إذا أكد الإعلان أن الحزب يدير نفسه، وفقاً لكلامه.

 

وأضاف أن هناك دلالة أخرى للتنصيب أن القيادة الجديدة تعمل بشكل منتظم رغم كل مخاطر هذا الاختيار، في إشارة منه إلى تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي.

 

دلالات اختيار نعيم قاسم

ورأى أن ما تم تسريبه منذ مدة، حول خروج قاسم مع وزير الخارجية الإيراني إلى طهران بعد زيارة عراقجي بيروت، مجرد تكهنات لا صحة لها، معتبرا أنها إشاعات روجت لها إسرائيل لمعرفة ردة الفعل.

 

وشدد على أن قيادة حزب الله تقود وتدير المعارك من قلب لبنان.

 

كما لفت إلى أن وجود قاسم في إيران لا يعني بُعده عن الاغتيالات، مستشهدا بما حدث لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية حينما اغتالته إسرائيل بطهران في تموز الفائت، وكذلك اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني حينما اغتالته أميركا في بغداد عام 2020.

 

وأكد على أن قاسم كان في حزب الله منذ تأسيسه ممسكا الملف الحكومي والنيابي، كما كان له دور هام في حركة أمل قبل ذلك، مشددا على أن الأمي العام الجديد يلقى احتراما كبيرا في الأوساط.

 

أما عن التفاوض، فرأى أن الإعلان له بعد آخر بالنسبة لهذه النقطة، إذ إن الحزب يواجه تحديات كثيرة أهمها المعارك والعملية السياسية كذلك إعادة الإعمار بعد كل هذا.

 

ورأى أن الحزب يرغب بأن يكون مفاوضا عن نفسه عبر أمينه العام وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، خصوصا أن وجود أمين عام للحزب يعطيه دورا كبيرا بالمفاوضات الحالية وأيضا بالمرحلة السياسية القادمة.

 

ظهر 3 مرات

وكان حزب الله عين بوقت سابق اليوم، قاسم أميناً عاماً بعد عقود قضاها في ظل نصرالله، نائباً له في الحزب الذي كان في عداد مؤسسيه، علماً أنه لم يكن من الأسماء المتوقعة لهذا المنصب.

 

لكن اغتيال إسرائيل هاشم صفي الدين، ابن خالة نصرالله، والذي كان من المرتقب أن يخلفه في زعامة الحزب، قبل أسابيع بغارات على منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلا عن غيره من الأسماء البارزة قلص الخيارات على ما يبدو.

 

ومنذ اغتيال نصرالله في 27 سبتمبر، ألقى قاسم ثلاثة خطابات عبر الشاشة خلال الشهر الحالي، كان آخرها في 15 أكتوبر، حرص فيها على التأكيد على أن قدرات حزبه "بخير"، وأن ما من "موقع شاغر" في هيكلية حزب الله، بل تم استبدال كل القادة والمسؤولين الذين قتلوا.

 

كما شدد على أهمية وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مؤيداً مساعي الحكومة ورئيس البرلمان نبيه بري في حراكه نحو تحقيق هذا الهدف.

 

يذكر أن قاسم البالغ من العمر 71 عاماً، صاحب اللحية البيضاء، حائز على دراسات عليا في الكيمياء، إلى جانب متابعته لدراسات دينية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان.

 

كما عمل مدرسا لمادة الكيمياء لسنوات. وروى أحد طلابه، وهو ممثل كوميدي معروف، أنه كان مدرّس الكيمياء باللغة الفرنسية في ثانوية حمانا شرق بيروت، مشيرا إلى أنه كان هادئ الطباع إجمالا.

 

إلى ذلك، تولى الرجل الذي ارتبط اسمه إلى حد كبير بنصرالله، مهام إدارة الملف الحكومي في لبنان من خلال متابعة عمل وزراء ونواب الحزب، إضافة إلى ملف البلديات والنقابات الذي يشكل عصب حزب الله في المؤسسات الرسمية.