الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - مختص في تقنية المعلومات يؤكد تأثير وسائل التواصل على الصحة العقلية

مختص في تقنية المعلومات يؤكد تأثير وسائل التواصل على الصحة العقلية

الساعة 06:50 مساءً

 

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث ربطت ملايين المستخدمين حول العالم بشبكة التطبيقات الرقمية المختلفة، فصار التحول الرقمي هو المشهد الأكثر تأثيراً على البشرية، ولكن مع هذا التحول الكبير، ظهرت تحديات تتعلق بالصحة العقلية، خصوصاً بين فئة الشباب بوصفهم أنهم الأكثر استخدماً لوسائل التواصل الاجتماعي والأكثر تعاطياً مع مستجداته التقنية.

 

أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن المطرف، أكد أهمية صناعة التطبيقات وبناء المحتوى الرقمي من خلال صناعة برامج أكاديمية لتعزيز دور السعودية في سد الفجوة الرقمية، وأن هناك حاجة إلى إدراج برامج أكاديمية متخصصة في صناعة التطبيقات والمحتوى الرقمي في الجامعات السعودية، ويمكن لهذه البرامج أن تقدم دبلومات لمدة سنة أو سنتين، أو حتى بكالوريوس موجه لتعليم مهارات تطوير التطبيقات وصناعة المحتوى الإبداعي.

 

وأبان المطرف في حديثه إلى "العربية.نت"، أن تقديم هذه البرامج سيؤدي إلى إثراء المحتوى العربي الرقمي، كما ستساعد هذه البرامج في زيادة نسبة المحتوى العربي عبر الإنترنت، وتحفيز الطلاب على إنتاج محتوى رقمي ذي جودة عالية.

 

تأثير الإعلام الرقمي على الصحة العقلية

وأضاف المطرف: الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعاً بخوارزميات مدروسة بعناية، يؤدي إلى مشكلات صحية مثل القلق والاكتئاب، حيث تشير الدراسات إلى أن المستخدمين الذين يقضون ساعات طويلة على هذه المنصات قد يعانون من التوتر والإرهاق العقلي بسبب استهلاك المحتوى المفرط، ويأتي هذا في إطار ما يُعرف بـ"إدمان البقاء"، حيث تستهدف المنصات إبقاء المستخدمين نشطين لأطول فترة ممكنة.

 

وتابع الحدبث: لضمان استدامة وتطوير صناعة المحتوى الرقمي العربي، فإن إنشاء كيان وطني متخصص يمكن أن يكون خطوة محورية، هيئة أو مركز وطني للمحتوى الرقمي سيكون مسؤولًا عن تنظيم وتشجيع إنتاج المحتوى العربي، والإشراف على المبادرات المختلفة في هذا المجال، هذا الكيان سيعمل على وضع معايير الجودة للمحتوى الرقمي لضمان ملاءمته للهوية العربية والإسلامية، وتشجيع الابتكار في صناعة المحتوى الرقمي من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والتنسيق بين الجامعات والمؤسسات التعليمية لضمان تقديم برامج تعليمية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل.

 

وشدد في حديثه أن الطلب على مطوري التطبيقات وصناع المحتوى الرقمي في تزايد، سواء في السعودية أو على الصعيد العالمي، مما يعزز فرص توظيف الشباب السعودي.

 

 

دعم الاقتصاد الرقمي

ويوضح أنه من خلال تطوير جيل من المتخصصين في هذا المجال، يمكن للسعودية أن تصبح محوراً عالمياً في صناعة المحتوى والتطبيقات، مما سيزيد من العوائد المالية ويعزز من مكانة السعودية في الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث تمتلك السعودية مقومات فريدة لتصبح محوراً عالمياً في صناعة التطبيقات والمحتوى الرقمي، فالمملكة لديها بنية تحتية رقمية متطورة، ورؤية طموحة لقيادة العالم الرقمي، بالإضافة إلى أنها تمتلك كنوز من القيم والمبادئ والمعارف والعلوم التي تحتاج إليها البشرية، كما أن دعم هذا التوجه من خلال الاستثمار في التعليم الرقمي وتطوير المناهج والبرامج الأكاديمية المتخصصة لبناء التطبيقات وصناعة المحتوى، سيساهم في وضع السعودية في مركز الريادة الرقمية عالميًا.

 

خوارزميات التواصل الاجتماعي

ويوضح المطرف أن منصات مثل "تيك توك" و"فيسبوك" تستخدم خوارزميات متطورة جداً وقوية لتحليل بيانات المستفيدين وتقديم المحتوى المناسب لكل فرد بناءً على اهتماماته وسلوكه السابق، ولكن الاختلاف الجوهري يكمن في الطريقة التي تعمل بها هذه الخوارزميات، وتعتمد خوارزمية "تيك توك" بشكل كبير على الاهتمامات اللحظية، حيث يتم تقديم محتوى قصير وفوري يدفع المستخدم لمواصلة المشاهدة، وهو ما يزيد من احتمالات (الإدمان الرقمي).

 

في المقابل، تميل خوارزمية "فيسبوك" إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية من خلال تقديم محتوى من الأصدقاء والمجموعات المفضلة، مما يجعل التجربة أكثر ارتباطاً بالهوية الاجتماعية. ومع ذلك، تتشابه المنصتان في استخدام البيانات الشخصية لتحقيق عائدات مالية من خلال الإعلانات، مما يشكل خطراً على الخصوصية ويساهم في الضغط النفسي الناتج عن الاستهلاك المفرط للمحتوى.

 

العوائد المالية على الاقتصاد السعودي

وأضاف المطرف: تبنت السعودية مبادرات ضخمة لبناء التطبيقات وصناعة المحتوى الرقمي، يمكن أن تُحقق عائدات معنوية ومالية ضخمة، فالاقتصاد الرقمي يمثل اليوم محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في العالم ومن خلال بناء التطبيقات وصناعة المحتوى الرقمي، يمكن أن تُفتح أبواب جديدة للإعلانات الرقمية، الشراكات العالمية، واستثمارات في التكنولوجيا الرقمية، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة.

 

التوازن بين التكنولوجيا والقيم

في خضم التحولات الرقمية الكبيرة التي يشهدها العالم، تبقى التحديات قائمة، سواء فيما يتعلق بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية أو كيفية استثمار هذه التحولات لتعزيز الهوية والثقافة الرقمية. السعودية، بما تمتلكه من قدرات ومبادرات مستقبلية، يمكن أن تقود هذا التحول الرقمي بشكل إيجابي من خلال دعم بناء التطبيقات النوعية وصناعة المحتوى العربي، وحماية المستخدمين، وتعزيز الاقتصاد الرقمي.