تعهد رئيس تايوان، لاي تشينغ-تي، "بحماية" الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي، عقب بدء الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق حولها. وقال في منشور على "فيسبوك": "في مواجهة التهديدات الخارجية، أرغب في أن أطمئن مواطنيّ إلى أن الحكومة ستواصل الدفاع عن النظام الديمقراطي والحر، وحماية تايوان الديمقراطية، وصون الأمن القومي".
وقبلها، أعلن مسؤول الأمن التايواني، جوزيف وو، أن المناورات العسكرية التي تجريها الصين حول تايوان "تتعارض مع القانون الدولي"، فيما أعلنت واشنطن عن قلقها من المناورات الصينية حول الجزيرة. ودعا الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، الذي تصفه بكين بـ"الانفصالي"، إلى عقد اجتماع أمني "رفيع المستوى"، ردا على المناورات، حسبما أعلن مسؤول في الحكومة.
وقال وو، الأمين العام للمجلس الوطني للأمن التايواني، إن هذه المناورات التي أعلنت عنها الصين، فجر الاثنين، "تتعارض مع القانون الدولي واللوائح الدولية وتتطلب إنذارا".
ونشرت الصين مقاتلات وسفنا حربية مع بدئها مناورات عسكرية حول جزيرة تايوان الإثنين، في خطوة أكدت بكين أنها عبارة عن "تحذيرات جادة" ضد "الأعمال الانفصالية" لسلطات الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت توحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين.
وأعلن خفر السواحل التايوانيون، الاثنين، أنهم رصدوا مجموعات سفن تابعة لنظرائهم الصينيين حول تايوان، بعد أن أطلقت بكين مناورات عسكرية تشارك فيها طائرات وسفن قرب الجزيرة.
وقال خفر السواحل التايوانيون في بيان إن "سفنا عدة" عبرت الخط الأوسط لمضيق تايوان - في إشارة إلى الخط الذي يقسم المضيق البالغ عرضه 180 كيلومترا بين الجزيرة والبر الرئيسي للصين - وظلّت "في مياهنا الشمالية والجنوبية الغربية والشرقية على شكل مجموعات".
وبالمقابل، أعلن خفر السواحل الصينيون، الاثنين، أنهم نشروا أربعة أساطيل لإجراء "عمليات تفتيش" في المياه المحيطة بتايوان، بُعيد بدء بكين مناورات عسكرية حول الجزيرة.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل ليو ديجون في بيان إن الأساطيل 2901 و1305 و1303 و2102 تشارك في "عمليات تفتيش لإنفاذ القانون في المياه المحيطة بجزيرة تايوان (...) وفقا للقانون القائم على مبدأ (صين واحدة)" الذي بموجبه تُعتبر تايوان جزءا من الأراضي الصينية.
هذا وأطلقت الصين، الاثنين، مناورات عسكرية بطائرات وسفنا حول تايوان التي أكدت من جهتها أنها نشرت "القوات المناسبة" للرد.
"اختبار القدرات"
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية صباح الاثنين أن الهدف من المناورات التي أطلق عليها اسم "السيف المشترك 2024 ب" Joint Sword-2024B هو "اختبار القدرات العملياتية المشتركة" للقوات.
وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني الكابتن لي شي إن العمليات تجري "في مناطق بشمال جزيرة تايوان وبجنوبها وشرقها".
وأضاف أن المناورات "تركز على دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية" و"الهجوم على أهداف بحرية وبرية" و"الاستحواذ المشترك على تفوق شامل".
ودانت وزارة الدفاع التايوانية في بيان "السلوك غير العقلاني والاستفزازي" للصين وقالت إنها "نشرت القوات المناسبة للرد بشكل مناسب من أجل حماية الحرية والديمقراطية، وكذلك بهدف الدفاع عن سيادة" تايوان.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
قلق أميركي
هذا وأعربت الولايات المتحدة عن شعورها بقلق بالغ إزاء المناورات العسكرية المشتركة التي يجريها جيش التحرير الشعبي في مضيق تايوان وحول تايوان، مضيفة بأن "رد جمهورية الصين الشعبية بالاستفزازات العسكرية على خطاب سنوي روتيني أمر غير مبرر ويهدد بالتصعيد".
وقالت الخارجية الأميركية في بيان: "إننا ندعو جمهورية الصين الشعبية إلى التصرف بضبط النفس وتجنب أي إجراءات أخرى قد تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع، وهو أمر ضروري للسلام والازدهار الإقليمي ومسألة تثير قلقًا دوليًا. ونحن نواصل مراقبة أنشطة جمهورية الصين الشعبية والتنسيق مع الحلفاء والشركاء فيما يتعلق بمخاوفنا المشتركة".
وأضافت: "تظل الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة التي تتبناها منذ فترة طويلة، مسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة، والضمانات الستة".