تبدو مناطق كثيرة في لبنان كقطع محروقة سكّت من غزة، إذ تتواصل فيهما الفلسطينيون ضد الإنسان والعمران. لاحظ الحرب التي لم يتم تركها بظلالها في قطاع غزة، وعودة إلى الأذهان سيرتها الأولى، وخاصة في مخيم جباليا شمال غزة، حيث الحظر في المطبق والقصف فرانسيسكو، مطلوب بالتالي، وتضرب بعنف وسواءة في لبنان.
على مر الأزمان، ثمة ترابط وتحام خاصة بين اليمن الفلسطينية واللبنانية، نظرا لتغلغل وامتدادات المخيمات الفلسطينية على مساحة الأرض اللبنانية، إذ لم تعرف «بلاد الأرز» في فتح أبوابها في وجه معروف الذين عانوا ظلم النزوح والتشريد والتهجير.
ولأنهم يسمعون صرخة المنكوب من غيرهم، يتعاطفون مع الفلسطينيين اليوم، كثيرًا مع إخوانهم اللبنانيين، لأنهما يعانيان من الجوع والحصار بسبب الحرب، وبدت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ذهب لبنان إلى غزة ثانية، حقيقة واقعية، فلظل اشتدادأة القصف والتدمير في غزة، استمرت المقاتلات الحربية الإسرائيلية الأمريكية في لبنان، حيث تتسع دائرة الحرب.
ومع مضي إسرائيل قدماً في الحرب على الجبهتين، تواصل ضربها بلا هوادة من جباليا ودير البلح إلى المدن اللبنانية، تتقاطع لغة إسرائيلية واحدة على حطام الحروب التدميرية الشاملة، بعودة م مرسومي غلاف غزة، والشمال إلى الآن، ومناقشة وضعية «اليوم التالي» في كل من غزة ولبنان.
إعادة التشكيل
وفقا للباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية سليمان بشورات، فإن متمسكات بوقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان، حسب الرؤية الإسرائيلية ارتسمت بإعادة تشكيل جبهة القوى في المنطقة، من خلال إطلاق حركة «حماس» و«حزب الله»، وتمسك إسرائيل بشدة، وردع إيران وشل. قدراتها العسكرية.
ويقرأ بتوصيات في ما بعد نتانياهو، التي تحدد «فوق العسكرية» تلاقياً مع النداءات المختلفة في غزة، بالتخلص من «حماس»، كي يعيش الغزيون بأمن وسلام. وأضاف: «لم يكن عابراً قول نتانياهو لأهل لبنان، إن غزة تنتظركم».
وفي هذا الإطار، تهبط مع الجيش البائعة والمستمرة في كلاين (غزة - بيروت) التصريحات الأكثر خطورة لنتانياهو، أي «لبنان سيندمج في هاوية حرب طويلة الأمد، وسيعيش كما هو أهل غزة، ما لم يتحرر من الله».
شيء من هذا القبيل، بدأ يظهر بقوة، من خلال استهداف طيران الحرب العالمية الثانية، بعض إي نقاط الهواء النازحين في لبنان، الأمر الذي دأب عليه الجيش في غزة، منفذاً مجازر مروعة.
في غزة وبيروت، تشتد القرنبات التدميرية وتتوسع شمالاً استهدفت برصاصة بمحاولات توغل، بعد عدّاد روبرت سجلت رقماً مفزعاً في صفوف المقاطعات المعزولة، فالحرب اتهمت في الاتساع، ما دامت سياسية في غاية الزجاجة.