قالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، اليوم الثلاثاء، إن الحرب في السودان قد تزهق أرواحا لا حصر لها من دون اتخاذ إجراءات فورية لوقفها، إذ تنتشر المجاعة والأمراض بينما تشتد المعارك ويكافح عمال الإغاثة للوصول إلى المحتاجين.
وتسببت الحرب المستمرة منذ نحو 18 شهرا في أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم واحتياج أكثر من 25 مليون شخص، أكثر من نصف سكان السودان، إلى الغذاء والرعاية الصحية.
وقالت بلخي في مؤتمر صحافي بالقاهرة "يموت الأطفال والأمهات الذين يعانون سوء التغذية بسبب عدم الحصول على الرعاية، وتنتشر الكوليرا في أنحاء كثيرة من البلد، ويواجه العاملون في مجال الإغاثة تحديات هائلة".
وأضافت "إذا لم يكن هناك تدخل فوري، فستحصد المجاعة والمرض عددا لا يحصى من الأرواح".
وتبلغ تقديرات أعداد الوفيات عشرات الآلاف ولكنها غير مؤكدة إلى حد بعيد، مع انقسام السيطرة على السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع وتعطل المرافق الصحية.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى خروج 75% من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم عن الخدمة، في حين أن الوضع في غرب السودان وجنوبه أسوأ.
وقال ريتشارد برينان مدير الطوارئ الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية إن أكثر من 20 ألف حالة كوليرا سُجلت هذا العام في نصف أقاليم السودان الثمانية عشر، وهو تفش ينتشر أسرع من آخر في 2023.
وأضاف أن حملة تطعيم عن طريق الفم من المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع بعد وصول 1.4 مليون جرعة، ومن المتوقع وصول 2.2 مليون أخرى في وقت لاحق.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد أن اشتعل التنافس بينهما بسبب الخطط المدعومة دوليا للانتقال نحو الحكم المدني.