منذ إعلان حزب الله رسمياً اغتيال أمينه العام حسن نصرالله بغارة إسرائيلية، أصدرت جماعة الإخوان 4 بيانات كشفت جميعها عن حالة الانقسام التي وصلت إليها الجماعة، وخروج فرعها بسوريا عن الخط الرئيسي للجماعة.
جبهتا لندن وإسطنبول
وأصدرت جبهة لندن التي يقودها صلاح عبدالحق بيانا عقب الحادث بساعات دانت فيه عملية الاغتيال، ووصفتها بـ"الهمجية"، كما وصفت ممارسات إسرائيل بـ"العربدة"، مطالبة فروعها في كافة الدول للوقوف إلى جانب لبنان.
وأصدرت الجبهة بيانا آخر، اليوم الاثنين، يدين العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، مؤكدة على حق لبنان المشروع في الدفاع عن نفسها ضد هذا العدوان وغيره.
وعلى الجانب الآخر، ومن تركيا، أصدرت جبهة إسطنبول بيانا مماثلا لبيان جبهة لندن، دانت فيه عملية الاغتيال، وأعلنت أن الدمار الشامل الذي خلَّفه الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان؛ هو محاولة للإفلات من حالة الفشل الكبير الذي مُني بها على أرض غزة، وعجزه عن استخلاص أسراه من بين أيدي حماس.
الإخوان - فرع سوريا
لكن المفاجأة التي قلبت الموازين هو صدور بيان من جماعة الإخوان - فرع سوريا، عبرت فيه عن شماتتها الواضحة باغتيال حسن نصرالله، ووصفته بـ"المجرم الطائفي"، وأكدت أنها تلقت نبأ اغتياله بعظيم الفرح والسرور.
وقالت إن موقفها هذا يتسق تماما مع موقف الجماعة الرافض لما وصفته بمشروع البغي والعداون الطائفي الذي تبنته إيران وكان فيه حزب الله وحسن نصرالله محركه الأساسي.
وتعقيبا على ذلك، يقول الدكتور خيري عمر، الخبير في دراسات الشرق الأوسط في حديث خاص لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن بيان جماعة الإخوان بفرعيها في إسطنبول ولندن ووصفه لحسن نصرالله بـ"الشهيد" يندرج أولا في إطار النعي الواجب بأي حال، ويخضع ثانيا لعلاقات وتفاهمات بين الجماعة وإيران وحزب الله، فيما كان على النقيض موقف فرع الجماعة بسوريا التي اكتوت بما فعله الحزب في بلادها، وكان بيانها معبرا عما ذاقته من ويلات على يد عناصر الحزب خلال الحرب السورية، فاستخدمت مصطلحات صعبة ضده منها مثلا "الوالغ في دماء السوريين".
اختلاف مواقف الإخوان
وأضاف لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن ما يفسر اختلاف مواقف الإخوان من اغتيال حسن نصر الله رغم التماثل في الانتماء الفكري والعقائدي هو وجود تاريخ طويل وممتد من العلاقات بين الجماعة وإيران منذ الثورة في طهران وقفز الخميني على السلطة قبل 45 عاما، حتى الفرع السوري من الجماعة كان قبل الثورة السورية يتعامل مع حزب الله وإيران بدون حدة.
وأشار إلى أن الإشكالية الأخرى في ذلك التخبط في البيانات هو موقف الإخوان من الثورة الإيرانية، فالجماعة وقفت بجانب الخميني وثورته وأيدته وهناك تفاهمات مشتركة بينهما، حتى إنهم يرون تلك الثورة هي النموذج الذي يجب أن يسود العالم الإسلامي وصيغة التغيير التي يجب أن تسود في العالم العربي والإسلامي، وهو ما تجلى في دعم إيران لثورات الربيع العربي وتغيير الأنظمة ومساعدة الإخوان في تولي سدة الحكم في تلك البلدان.
وأضاف أنه رغم هذا التفاهم بين الجانبين، ارتكبت طهران خطأ استراتيجيا وتخلت عن دعم الثورة السورية، ووقفت بجانب نظام الرئيس بشار الأسد على غير النهج الذي سارت عليه في البلدان الأخرى، بل استخدمت حزب الله لوأد الثورة السورية ودعم الأسد ما أغضب إخوان سوريا.
تفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله.. عملية تعقب بـ"مادة غامضة"
العرب والعالم
الشرق الأوسطتفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله.. عملية تعقب بـ"مادة غامضة"
وقال إن حزب الله ارتكب الكثير من الجرائم ضد السوريين المناهضين للنظام السوري، وهو ما لم يكن مستساغا للتبرير من جانب جماعة الإخوان - فرع سوريا الذين رأوا في ذلك ترسيخا لنظام الأسد، وإبعادا لهم عن تولي سدة الحكم في البلاد على غرار فروع التنظيم في مصر وتونس وغيرها من البلدان التي جرت فيها ثورات الربيع العربي.
وأكد أن مساندة حزب الله لحماس في غزة كان سببا في دعم جبهتي لندن وإسطنبول بجماعة الإخوان لحزب الله وحسن نصرالله، وبالتالي كان سلوك الحزب الداعم لغزة وراء صدور بيان الجماعة الناعي لنصرالله والمندد باغتياله.
وأوضح أن المشكلة الأساسية في الخلاف بين الطرفين وفرع سوريا هو أنه لم يكن هناك أمام فرع الجماعة بسوريا خيار آخر سوى أن يصدر بيانه هذا ضد نصرالله الذي كان له دور فيما حل بهم من هلاك ودمار ودماء وقتل في بلادهم.