فيما تصاعدت الانتقادات من قبل العديد من اللبنانيين، لتخلي إيران عن "ابنها المدلل" في إشارة إلى حزب الله الذي واجه خلال الفترة الماضية أعنف الضربات الإسرائيلية منذ تفجر الصراع في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، وانخراطه بالمواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كرر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تأكيده مجددا أن بلاده تتعامل مع الشرق والغرب بناء على مصالحها.
وأشار بزشكيان المتواجد منذ أيام في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتغريدة على حسابه في منصة إكس اليوم الخميس إلى أن طهران ستتعامل مع الشرق والغرب بناءً على المصالح الوطنية.
كما أضاف أن "الحكومة الإيرانية تسعى إلى الدبلوماسية سياسيا واقتصاديا مع العالم، من الغرب إلى الشرق، ومن نيويورك إلى سمرقند".
وقال:" بالتزامن مع لقاءاتي ولقاءات وزير الخارجية عباس عرقجي مع مسؤولي دول المنطقة والعالم في نيويورك، نجري أيضًا مفاوضات مع أوزبكستان.. وفي الأيام القادمة، سيقوم المساعد الأول بزيارة إلى باكستان وأرمينيا". وأعرب عن أمله بأن تؤدي تلك الزيارات إلى تحسين حياة الناس، في إشارة إلى إمكانية إبرام اتفاقيات اقتصادية جديدة.
لا نسعى للحرب
أتى ذلك، بعدما أكد بزشكيان في وقت سابق أن بلاده لا تسعى إلى الحرب بل السلام، في وقت كان حليف طهران الأقوى في المنطقة يتعرض لغارات إسرائيلية عنيفة طالت أبرز قيادييه بمناطق عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما أشار في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي أن أن" أن حزب الله غير قادر وحدة على مواجهة إسرائيل، داعيا دول الغرب إلى لجم تل أبيب.
ما استتبع تدخلا غير مباشر من مساعده، الدبلوماسي المخضرم ووزير الخارجية الأسبق جواد ظريف الذي أكد أن حزب الله قادر على مواجهة الجيش الإسرائيلي.
بدروه خرج المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدا أن حزب الله سينتصر رغم الخسائر التي طالته.
لكن أي تصريح إيراني لم يخرج مؤخرا ليؤكد استعداد طهران للانخراط في حرب شاملة مع إسرائيل دفاعا عن الحزب.
ما خلق تململا بدأ الأسبوع الماضي ضمن صفوف حزب الله، من امتناع إيران عن الدفاع بقوة عنه، لاسيما بعد عملية "البيجر" كما وصفت، والتي أدت إلى تفجر آلاف أجهزة نداء اللاسلكي "البيجر" والووكي توكي في عناصر للحزب، ما خلف عشرات الجرحى وآلاف القتلى بينهم مدنيون أيضا.
فيما أكد العديد من المحللين أن إيرن عاجزة عن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل لعدة أسباب، منها جغرافية، واقتصادية وسياسية أيضا.
إذ تسعى السلطات الإيرانية في الوقت الحالي إلى ترميم اقتصادها المتهاوي، عبر رفع العقوبات العربية لاسيما الأميركية عنها، واستئناف مفاوضات الملف النووي، وارساء علاقات طيبة مع جيرانها في المنطقة.