كان للاجئين السوريين في لبنان حصة من الحرب الشرسة المندلعة بين حزب الله جنوبا وإسرائيل.
23 سورياً
فقد أعلن رئيس بلدية مدينة يونين اللبنانية علي قصاص، أن 23 سورياً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال سقطوا في غارة إسرائيلية على مبنى من 3 طوابق في البلدة، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء.
وأضاف أن 8 أشخاص أُصيبوا.
بدورها، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن فرق الإغاثة التابعة لبلدية يونين، بالتعاون مع الهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني شعبة يونين، والصليب الأحمر، قد استكملت أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض في المبنى المستهدف.
وتابعت أن الفرق انتشرت على الطريق الدولية، مؤكدة أنه مستأجر من عمال سوريين بالقرب من محطة محروقات.
كما شكر رئيس البلدية الأهالي على وعيهم خصوصا أصحاب الآليات الذين ساعدوا في عمليات رفع الأنقاض.
أتى هذا بينما أفاد مصدران أمنيان سوريان لوكالة فرانس برس الخميس بأن أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة.
ودخل أكثر من ستة آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري عبر معبر جديدة يابوس بشكل طارئ منذ ثلاثة أيام حتى صباح الخميس.
في حين أن نحو ألف لبناني وحوالي 500 سوري آخرين دخلوا عبر معبر جوسيه منذ الاثنين.
جاء ذلك متزامنا مع غارات عنيفة نفذّتها إسرائيل في عموم الجنوب اللبناني.
تصعيد غير مسبوق
إذ شهد الجنوب موجة جديدة من الضربات والغارات الإسرائيلية، اليوم، طالت مناطق عدة منها مدينة صور والنبطية، فضلا عن قانا وقدموس والبرج الشمالي وصديقين وغيرها.
جاءت هذه الموجة بعد ليل عنيف ودام شهده البقاع (شرق لبنان)، وبعدما اقترحت الولايات المتحدة وحلفاؤها وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما بين حزب الله والجانب الإسرائيلي.
وكانت فرنسا والولايات المتحدة دعتا أمس الأربعاء إثر مداولات دبلوماسية مكثفة في الأمم المتحدة، إلى وقف إطلاق نار لمدة 21 يوما بين إسرائيل وحزب الله لتفادي خروج الوضع عن السيطرة، في نداء انضمت إليه دول عربية وأوروبية.
إلا أن تصريحات نتنياهو اليوم لم تشِ ببوادر إيجابية، لاسيما مع تأكيده أن الغارت مستمرة وبقوة على حزب الله، وسط تصاعد أصوات داخل حكومته معارضة للهدنة، من قبل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، بالإضافة إلى وزير الخارجية إسرائيل كاتز.
ومنذ تفجر الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، انخرط حزب الله في مواجهات ضد الجيش الإسرائيلي، إلا أن الصراع اتخذ منحى أكثر خطورة الأسبوع الماضي، بعد أن فجرت إسرائيل آلاف أجهزة البيجر والووكي توكي التي يستخدمها عناصر الحزب، ما خلف عشرات القتلى ونحو 3000 جريح.
كما استتبعت عملية التفجير هذه غير المسبوقة، بغارات استهدفت قيادات لحزب الله في مناطق متفرقة بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأدى التصعيد الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 70 ألف لبناني منذ الاثنين الماضي، بينما قتل المئات من المدنيين أيضا، وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا منذ أكتوبر الماضي 1250، ما يقارب نصفهم خلال الأيام المنصرمة.