منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر وما تبعه من تطورات على باقي الجبهات، لم يتوقف تبادل الاتهامات بين إسرائيل وإيران.
"وحش مصطنع قابل للكسر تماما"
فتل أبيب لطالما وجهت أصابع الاتهامات لطهران على أنها وراء كل التصعيد بمختلف المناطق عبر دعمها لجماعات فيها، لترد إيران نافية.
ومع التصعيد الأخير خصوصاً على الجبهة اللبنانية، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن لبنان وشعبه صمدوا بمواجهة الضربات الإسرائيلية، معتبراً أن الشعب اللبناني أثبت شجاعته بذلك.
وأضاف أنهم حققوا في عام 2000 انتصارا استراتيجيا ضد إسرائيل وكانوا مثالا للصمود والثبات من قبل الشعوب.
ورأى أن الأسطورة التي رسموها عن عدم هزيمة إسرائيل هي أسطورة باطلة ووهمية، واصفا إسرائيل بأنها "وحش مصطنع قابل للكسر تماما".
كما جدد على موقف بلاده الداعم لكل تلك الجبهات في المنطقة معنويا، على حد تعبيره.
أتى ذلك بعدما شنت إسرائيل بوقت سابق اليوم غارات جوية مكثفة في مناطق أوسع بالجنوب اللبناني والبقاع، مستهدفة مواقع لحزب الله وفق زعمها. ما أسفر عن مقتل مدني على الأقل، وإصابة العشرات.
وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الغارات "استهدفت العديد من المواقع في سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقية وصولا إلى منطقة الهرمل"، حسب ما نقلت فرانس برس.
من جهته، دعا الجيش الإسرائيلي السكان في الجنوب إلى "الابتعاد" عن مواقع حزب الله، متوعدا بشنّ المزيد من "الغارات المكثّفة والدقيقة". وحث المتحدث باسمه دانيال هاغاري في إيجاز صحافي "المدنيين في القرى اللبنانية الواقعة في أو قرب مبانٍ ومناطق يستخدمها حزب الله لأغراض عسكرية، مثل تلك المستخدمة لتخزين أسلحة، للابتعاد فورا عن دائرة الخطر من أجل سلامتهم".
كما أكد أن الجيش سيشنّ المزيد "من الغارات المكثّفة والدقيقة في مختلف أنحاء لبنان".
"هذه حرب ضد إيران"
وتصاعدت حدة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل الأسبوع الماضي، مع سلسلة تفجيرات طالت الآلاف من أجهزة اتصال يستخدمها عناصره في عملية نسبت إلى إسرائيل، فضلا عن شن غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كان قادة من قوة الرضوان، وهي وحدة النخبة في حزب الله، مجتمعين أسفله، ما أدى إلى مقتل 16 منهم، فضلا عن عشرات المدنيين.
إلا أن إسرائيل لم تتوقف عن اتهام إيران بدعم تلك الجبهات، وآخر تلك التصريحات جاء أمس الأحد على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن "هذه حرب ضد إيران"، وفق زعمه.