شهدت مناطق لبنانية عدة ومن ضمنها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أكبر اختراق أمني منذ بداية المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر الماضي وحتى اليوم، من خلال انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة يستخدمها عناصر من حزب الله اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل 9 واصابة نحو 3 آلاف بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
ووثقت تسجيلات مسربة لعناصر من حزب الله لحظة تفجير أجهزة اتصال لاسلكي، حيث يمكن سماع حالة الهلع وسط استنفار أمني وصحي غير مسبوق في البلاد منذ انفجار المرفأ قبل 4 سنوات.
كما يظهر في التسجيلات المسربة رجل يصرخ وهو يقول "أجهزة البيجر التي كنا نستلمها بالزمانات كلها انفجرت بالشباب".
بينما يظهر تسجيل آخر شخص يشير إلى أن مستشفيات النبطية باتت مليئة وتجاوزت قدرتها الاستيعابية مطالباً بالتوجه إلى صيدا.
وكانت مصادر العربية/الحدث أكدت أن الحزب أبلغ جميع عناصره بالتخلي فورا عن تلك الأجهزة ومن ضمنها Pager الذي يعتبر جهاز نداء، انتشر مؤخراً بين صفوفه.
كما كشف مصدر أمني أن عشرات الإصابات سجلت في منطقة النبطية وحدها (جنوب لبنان) جراء انفجار أجهزة اتصال ونداء يحملها عناصر الحزب، وسط دعوات إلى نقل المصابين الجدد نحو مدينة صيدا.
فيما شوهد أعضاء من حزب الله ينزفون جراء الإصابات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسط تقاطر نحو مستشفيات العاصمة.
شحنة جديدة.. من إيران أم البرازيل؟
أما حول أجهزة "البيجر"، فقد أفاد أشخاص مطلعون بأن أجهزة النداء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب في الأيام الأخيرة،. وأوضح مسؤول في حزب الله أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها.
كما أضاف المسؤول أن بعض الأشخاص شعروا بسخونة أجهزة "البيجر" الخاصة بهم وتخلصوا منها قبل انفجارها، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".
فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن أجهزة "البيجر" صناعة شركة إيرانية، بينما أشارت تقارير أخرى إلى استيرادها من البرازيل.
يذكر أن مصادر لبنانية مطلعة كانت أكدت قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من قيادييه مؤخرا.
فيما يعد هذا الاختراق التطور الأبرز ضمن مجمل خطوات التصعيد التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ بدء الحرب الإٍسرائيلية على قطاع غزة المحاصر قبل عام تقريباً.