الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - ضربة مصياف خططت لها إسرائيل منذ 5 سنوات.. معلومات تتكشف

ضربة مصياف خططت لها إسرائيل منذ 5 سنوات.. معلومات تتكشف

الساعة 11:57 صباحاً

وسط كم التسريبات التي طفت إلى السطح خلال الساعات الماضية حول الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مركز البحوث العلمية في مدينة مصياف بمحافظة حماة وسط سوريا ليل الأحد الماضي (8/9 سبتمبر) تكشفت معلومات جديدة.

ففي تقرير موسع له بمجلة "Syria Weekly"، قدم تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، المزيد من التفاصيل حول العملية الإسرائيلية.

فقد كشف ليستر أن إسرائيل كانت تخطط منذ 5 سنوات، لـ "عملية الطبقة العميقة" التي استهدفت فيها تدمير منشأة SSRC Institute 4000 المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في مصياف، حيث كان يتم تصنيع الصواريخ الدقيقة.

 

4 مواقع

وأوضح أن الجولة الأولى من الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت ما لا يقل عن أربعة مواقع عسكرية سورية حول مصياف، بما في ذلك موقع للدفاع الجوي.

كما أضاف أن جولة ثانية من الضربات أصابت مبنى في المجمع يتصل بأنفاق تحت الأرض.

في حين خرقت عدة طائرات هيليكوبتر المجال الجوي السوري في المرحلة الثالثة من العملية، وأنزلت العشرات من قوات الكوماندوز الإسرائيلية على مشارف تلك المخابئ.

ومع تقدم الجنود الإسرائيليين في تلك المخابئ تحت الأرض، هاجمت طائرات إسرائيلية بدون طيار القوات العسكرية السورية التي كانت في طريقها إلى الموقع.

فيما أكد مسؤولون مطلعون على العملية أن الهدف الرئيسي للهجوم البري كان تدمير المنشأة.

كما أضافوا أن الهدف الثانوي المهم كان جمع المعلومات الاستخبارية حول تطوير حزب الله للأسلحة، بعد أن اختار الحزب اللبناني المدعوم إيرانياً هذا الموقع معتقدا أنه قد يكون بمنأى عن الشربات الإسرائيلية على عكس إقامة مشروع مشابه في لبنان .

من الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف في محافظة حماة وسط سوريا (أرشيفية- فرانس برس)

من الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف في محافظة حماة وسط سوريا (أرشيفية- فرانس برس)

تطوير صواريخ

إلى ذلك، كشف ليستر أن المنشآت في مصياف وفي بلدة المحروسة المجاورة كانت أساسية لتطوير الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والبراميل المتفجرة والذخائر الحرارية، وهي أسلحة ذات مخاليط متفجرة خاصة تستخدم عادة لتدمير المباني والأنفاق.

وكانت صور التقطتها شركة إيميج سات إنترناشيونال التي تُعرف اختصارًا باسم (آي إس آي) أظهرت في أغسطس 2022، وجود بطارية إس-300 المضادة للطائرات في مصياف في أبريل من نفس العام ، ثم صورً أخرى للموقع بعد خلوه منها في 25 أغسطس بعد نقلها إلى ميناء طرطوس، وقيل حينها إن روسيا نقلتها بهدف تعزيز دفاعاتها في حربها ضد أوكرانيا، ما رسم بعض التساؤلات حول أسباب أخرى لهذا التحرك.

من مصياف صورة من الأقمار الصناعية تظهر مغادرة بطارية S-300 الروسية في أغسطس 2022 (فرانس برس)

من مصياف صورة من الأقمار الصناعية تظهر مغادرة بطارية S-300 الروسية في أغسطس 2022 (فرانس برس)

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أكد في اتصال سابق مع العربية/الحدث أن مركز البحوث العلمية في مصياف تحول منذ 2018 إلى منشأة تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، من أجل صناعة وتطوير صواريخ لحزب الله.

في حين كشفت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" أمس الخميس أن قوات نخبة إسرائيلية من وحدة "سايريت ماتكال" نفذت تلك العملية "غير الاعتيادية"، مضيفة أنها دمرت مصنعاً إيرانياً للصواريخ تحت الأرض في مصياف. وأردفت أن القوات الإسرائيلية استخدمت متفجرات لتدمير المنشأة تحت الأرض.

كذلك كشفت أن إسرائيل أطلعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على العملية ولم تعارضها.

ومنذ مطلع العام 2024، استهدفت إسرائيل 64 مرة الأراضي السورية، 47 منها جوية و17 برية، وفق المرصد السوري.

من الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف في محافظة حماة وسط سوريا (أرشيفية- فرانس برس)

من الضربة الإسرائيلية على مدينة مصياف في محافظة حماة وسط سوريا (أرشيفية- فرانس برس)

فيما أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 139 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

كما تسببت بمقتل 208 من العسكريين، 24 منهم من الحرس الثوري، و43 من حزب الله، و18 من الجنسية العراقية، مقابل 57 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية، و17 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسية غير سورية، فضلا عن 46 من الجيش السوري.

صمت إسرائيلي

وغالباً ما تلتزم إسرائيل الصمت حول ضرباتها في سوريا، علماً أنها كثفت غاراتها خلال السنوات الماضية، على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران.

كما تصاعد عدد تلك الغارات منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بغلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي.(2023)

أما أبرز هجوم على الأراضي السورية منذ الحرب في غزة، فكان قصف السفارة الإيرانية بدمشق في أبريل الماضي، الذي أدى حسب طهران إلى مقتل 7 مستشارين عسكريين بينهم 3 من كبار القادة.