الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - «أبل» تتحدى التوقعات بأداء مفاجئ

«أبل» تتحدى التوقعات بأداء مفاجئ

الساعة 11:50 صباحاً

 

على الرغم من الأداء المذهل الذي حققته شركة إنفيديا، إلا أن لقب سهم شركة التكنولوجيا العملاقة الأفضل أداءً منذ بداية جائحة كورونا يعود إلى شركة أبل، وهو أمر مفاجئ بالنسبة إلينا على الأقل. ولم يقتصر تألق سهم أبل على فترة الجائحة فحسب، بل استمر في تحقيق أداء جيد خلال المرحلة الأخيرة من ارتفاع سوق الأسهم، التي انطلقت في أبريل الماضي مع تراجع مخاوف تسارع التضخم وظهور توقعات بخفض أسعار الفائدة.

 

وفي خضم موجة صعود الذكاء الاصطناعي، تفوقت شركة أبل على كل من «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا»، وتلقت دفعة قوية من الإعلان عن شراكتها مع شركة «أوبن إيه آي» في يونيو الماضي، ونتيجة لذلك، عززت أبل مكانتها، فيما استقرت أسهم إنفيديا وبدأت الانخفاض.

 

وقبل عامين، رصدت فاينانشال تايمز ميل أسهم شركة أبل إلى الارتفاع مع أسهم التكنولوجيا، فيما تشهد انخفاضاً أقل أثناء عمليات التصحيح التي يشهدها القطاع. وتتمحور خطة أبل لزيادة النمو حول زيادة التركيز على الذكاء الاصطناعي، وهي نقطة تم التأكيد عليها خلال حدث إطلاق هاتف آيفون 16. ولست متأكداً ما إذا كان هذا النهج سينجح، لكنه لا يجيب عن اللغز الأساسي: لماذا تتفوق أبل باستمرار على منافسيها خلال دورات السوق؟ من الواضح أن هذا يرتبط باستقرار إيرادات أبل، والتي تستمد بشكل أكبر من الخدمات. ولكن مع اقتراب نسبة السعر إلى الأرباح للسهم من أعلى مستوياتها في عام 2021، وتساويها مع مايكروسوفت، نبدأ نتساءل حول مدى استدامة هذا.

 

ويعكس هذا تقديرات المحللين لهوامش ربح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على مدار العام المقبل، والتي تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق. ورغم وجود مخاوف كبيرة بشأن تباطؤ سوق العمل والركود الوشيك، يتوقع محللو وول ستريت استمرار الزخم الإيجابي.

 

لكن هل هذا واقعي؟ التوقعات مرتفعة للغاية! بحلول هذا الوقت من العام المقبل، يتوقع كثيرون أن تكون هوامش الربح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 13.6 %، أي أعلى بنقطة مئوية كاملة من المستوى الحالي وقريبة من ذروة ما بعد الجائحة لعام 2022. وتُظهر قواعد بيانات أخرى توقعات أعلى، حيث تتوقع شركة إس آند بي كابيتال آي كيو هامشاً صافياً يبلغ 13.8 % لعام 2025 و14.4 % لعام 2026.

 

وتأتي هذه التوقعات من محللي جانب البيع، الذين قد يُتهمون بأنهم متفائلون مهنياً. لكن حتى الآن، كانت توقعاتهم دقيقة إلى حد ما.

 

وكما هو متوقع، غالباً لا يجيد المحللون تحديد نقاط التحول الكبرى، فقد كانوا بعيدين عن الهدف قبل الجائحة، ولم يتوقعوا أن تحقق الشركات زيادة في الهامش خلال عام 2021، إلا أن جهودهم في العموم كانت جيدة إلى حد ما.

 

وقد أشرنا كيف بدت الهوامش مرتفعة على نحو غير مستدام قبل عقد مضى. وقد أثبت الوقت أن هذه المخاوف كانت في غير محلها، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن شركات التكنولوجيا ذات الهوامش المرتفعة أصبحت تحتل حصة أكبر من المؤشر.

 

ويتوقع المحللون عودة هوامش الأرباح إلى مستويات مطلع عام 2021، عندما كان المستهلكون عالقين في منازلهم، وينفقون فائض المدخرات عبر الإنترنت، وكانت الشركات العملاقة تتمتع بقوة تسعير ضخمة بسبب اضطرابات سلاسل التوريد. وبالنسبة لنا، يبدو هذا التوقع متفائلاً بعض الشيء.

 

وكما كتبنا من قبل، تعاني بعض الشركات من تآكل قوتها التسعيرية مع تزايد انتقائية المستهلكين في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، لن تتحقق ثورة التكاليف المدفوعة بالذكاء الاصطناعي المتوقعة العام المقبل، مهما كانت مذهلة. ويجب أن تضيف التوقعات والآمال العريضة إلى قائمة المخاطر السوقية.