طوّر فريق من العلماء نهجا جديدا "قطع خطوة كبيرة نحو علاج العديد من الاضطرابات المزمنة"، بما في ذلك إصلاح المفاصل والتلف بعد النوبات القلبية ومكافحة رفض عملية الزرع.
ويتضمن النهج "تصنيع الخلايا التي تفرز وتوصل العلاجات إلى أجزاء معينة من الجسم"، وتسمى الخلايا الجذعية المتوسطة، حيث يمكنها أن تتباين (كالخلايا الجذعية) لتصبح خلايا نسيج ضام للغضاريف والعظام والدهون والعديد من الأعضاء.
وفي حين أن مثل هذه العلاجات الخلوية قد تُحدث ثورة في علاج العديد من الاضطرابات، فإن العملية تواجه مشاكل تكنولوجية، خاصة أن العلماء لم يفهموا تماما خصائص الخلايا المطلوبة لعلاج حالة ما بأمان وفعالية، كما كان تطوير طريقة لزيادة أعداد الخلايا بشكل موثوق أثناء التصنيع أمرا صعبا.
والآن، تصف الدراسة الجديدة نظاما تم تصميمه واختباره في جامعة كورنيل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يعالج هذه التحديات.
وصمم الباحثون منصة "ناقل صغير-مفاعل حيوي صغير" سمحت لهم بالتحكم في العديد من المتغيرات، بما في ذلك خصائص إشارات الخلايا ودرجة الحموضة ودرجة الحرارة والغازات، مع خلق بيئة عالية الجودة ومتسقة للخلايا.
وباستخدام المنصة، قام الفريق بزراعة خلايا جذعية من 3 متبرعين مختلفين على التوالي، ثم كرروا التجربة 3 مرات للخلايا من المتبرع نفسه.
وقارن الباحثون نتائجهم بتقنية القارورة المستخدمة حاليا، التي تتضمن استخدام قوارير البوليسترين لزراعة الأنسجة مع وسائط زراعة الخلايا، والتي كانت بمثابة عنصر تحكم تجريبي.
وتشير النتائج الأولية إلى أن النهج المطور قد يجهّز تلك الخلايا لإنتاج المزيد من البروتينات العلاجية للاضطرابات المزمنة.
وقال براندون كروبزاك، المعد الأول للورقة البحثية: "نعتقد أن نهج الناقل الدقيق والمفاعل الحيوي الدقيق هذا يؤدي وظيفة هامة، حيث يحافظ على رقابة صارمة للغاية وظروف تنظيمية أثناء عملية التصنيع".
مضيفا: "في بعض الحالات، كانت لدينا نتائج أفضل بما يصل إلى 400 ضعف في حالتنا التجريبية مقارنة بعنصر التحكم، ما يشير إلى وجود 400 ضعف من الجسيمات العلاجية العائمة في حالتنا التجريبية".
ووجدت الدراسة أن الطريقة وفرت مراقبة عالية الجودة، وجهّزت الخلايا لبدء إنتاج المزيد من البروتينات المرتبطة بعلاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة تحديدا، على الرغم من أنهم لم يختبروا تأثيراتها على الفئران أو البشر.
وتمهد النتائج الطريق لاستخدام عملية التصنيع الجديدة وضوابط الجودة، لتطوير إنتاج العلاج الخلوي بحيث يمكن تطبيقه في العيادات الطبية.
نُشرت الدراسة في مجلة Translational Medicine.
المصدر: ميديكال إكسبريس