الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - عملة يمنية تفضح ملك قراصنة سفك دماء حجاج مكة

عملة يمنية تفضح ملك قراصنة سفك دماء حجاج مكة

الساعة 11:39 صباحاً

 

 

كشفت عملة معدنية سكت في اليمن، مكان اختباء أكثر قراصنة القرن السابع عشر دموية وقسوة. هذا القرصان يدعى هنري أفيري ويعرف أيضا باسم جون أفيري، وكانت وضعت جائزة كبيرة مقابل رأسه.

هذا القرصان البريطاني كان أحد أشهر قراصنة القرن السابع عشر. نشر الرعب في البحار وهاجم ونهب العديد من السفن في المحيط الهندي والمناطق المحيطة، وجمع ثروة ضخمة.

أفيري كان قائدا وحشيا مع مجموعة من المجرمين الذين لا تعرف قلوبهم الرحمة. كان بحارة السفن والتجار يرتعدون رعبا في رحلاتهم حين يذكر اسمه.

القرصان أفيري المتعطش للدماء أصبح أكثر المجرمين المطلوبين في العالم بعد أن نهب سفينة تقل حجاجا هنود مسلمين أثناء عودتهم من مكة إلى بلادهم.

 

السفينة "غانج إي ساواي" وهي للإمبراطور المغولي الهندي أورنجزيب، وكان وقتها من أقوى حكام العالم، استولى عليها قراصة بقيادة جون أفيري.

عصابة القراصنة عذبت وقتلت رجال السفينة، واغتصبت النساء بمن فيهن، إحدى قريبات الإمبراطور أورنجزيب. عدد من النساء المسلمات انتحرن وقفزن إلى المياه لتفادي العار.

القراصنة في هذه الغارة الشهيرة بوحشيتها، تمكنوا من نهب كميات من الذهب والفضة تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

الإمبراطورية المغولية في الهند ردت بالانتقام من البريطانيين وأغلقت العديد من المراكز التجارية التابعة لشركة الهند الشرقية البريطانية. هذه الشركة كانت مهددة بالانهيار وبالإفلاس التام في ذلك الوقت.

 

أدرك التاج البريطاني خطورة الرسالة، وفي اجتماع لمجلس الملك ويليام الثالث الخاص، حكم على هنري أفيري بالإعدام شنقا غيابيا ومن دون أي حق في العفو. كما خصص الملك البريطاني مكافأة مقابل راسه قيمتها 500 جنيه إسترليني، وخصص الإمبراطور المغولي مكافأة بنفس القيمة.

أفيري بادر إلى الفرار من الموت إلى جزر البهاما وتظاهر بأنه تاجر رقيق، قبل أن يختفي ويتقطع أي أثر له تماما. بنهاية المطاف جرى القبض على العديد من أفراد عصابته من القراصنة العتاة، وكان مصيرهم حبل المشنقة أو النفي.

عالم متخصص في الأنثروبولوجيا يدعى جيم بيلي اقتفى أثار هذا القرصان الدموي وشارك في عمليات استكشاف خطام سفينة القراصنة "أويدا جولي" في مياة قناة كيب كود بولاية ماساتشوستس الأمريكية أواخر عام 1980.

 

جيم بيلي باستخدام جهاز الكشف عن المعادن عثر في مرج بمدينة ميدلتاون، في ولاية نيو جيرسي عام 2014 على هذه العملة التي تأكد لاحقا أنها سكت في اليمن في عام 1693، وأنها مرتبطة بجريمة قتل الحجاج المسلمين في عام 1695.

باحثون آخرون عثروا لاحقا في نفس المكان على 15 قطعة من العملات المعدنية العربية من نفس العصر، القرن السابع عشر، وعلى 10 عملات أخرى في ولاية ماساتشوستس، و3 في ولاية رود آيلاند واثنتين في ولاية كونيتيكت.

سارة سبورتمان وهي عالمة آثار من ولاية كونيتيكت، علقت قائلة: "يبدو أن بعض فريقه كانوا قادرين على الاستقرار في إنجلترا الجديدة  والاندماج"، مضيفة أن "الأمر كان أشبه بمخطط لغسل الأموال".

 

جيم بيلي العالم الذي اكتشف العملة المعدنية اليمنية صرّح قائلا: "هناك وثائق مستفيضة من المصادر الأولية تظهر أن المستعمرات الأمريكية كانت معاقل للقراصنة".

تبين لباحثين أن كبير القراصنة هنري أفيري بعد أن اشتبه به حاكم بوسطن، هرب إلى أولستر في إيرلندا.

قيل أيضا إن أثر هذا القرصان الرهيب فقد تماما. في وقت لاحق ظهرت أسطورة عنه تقول، إن قرصانا سابقا كان يحاول بيع مجوهرات مسروقة تعرض للخداع من قبل محتالين، وأنه فقد كل ما نهبه في رمشة عين. إثر ذلك توفى في فقر مدقع ولم يترك خلفه حتى ثمن تابوت يدفن فيه.