الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - هذا الحي أكثر أحياء الرياض خطورة في الحوادث المرورية

هذا الحي أكثر أحياء الرياض خطورة في الحوادث المرورية

الساعة 01:18 مساءً

 

بينما يعزز مركز رصد الحوادث المرورية في أمانة منطقة الرياض تركيز أعماله في إطار حصر ودراسة المواقع ذات النسب المرتفعة في أعداد الحوادث بدوافع الرغبة في معالجتها وضمان توفير التنقل الآمن، كشف المركز أن حي الروضة الذي يقع في شرق العاصمة يعد أكثر الأحياء في نسب ارتفاع الحوادث المرورية، إذ شهدت شوارعه نحو 2170 إصابة في العامين الماضيين: "2022 - 2023"، وبالتالي يصبح من الأحياء الخطرة وفقاً لمتخصصين.

 

تعزو نتائج التحليل الذي أعده "رصد الحوادث" في إطار مكاني يتناول نطاق "حي الروضة" إلى أن السبب في ارتفاع معدلات الحوادث في هذا الحي الشهير في الرياض يعود إلى "السلوكيات" الخاصة بقائدي المركبات، مثل الانحراف المفاجئ، والانشغال عن القيادة، طبقاً للنتائج.

 

 

وبصفة أكبر، تشير البيانات التي حصلت "العربية.نت" عليها إلى أن أحياء شرق وغرب العاصمة السعودية أيضاً تعد ضمن الأكثر في نسب ارتفاع الحوادث، وذلك للفترة ذاتها، فإلى جانب حي الروضة الذي تصدر القائمة جاء حي نمار في غرب العاصمة بنحو 1049 إصابة مرورية، في حين أوضحت النتائج أن شوارع حي الرمال شرق العاصمة الرياض جاءت في المرتبة الثالثة من حيث تسجيلها لمعدلات الحوادث بواقع 571 إصابة، ويليها حي طويق جهة الغرب بنحو 517 إصابة.

 

أحياء الشمال أقل !

في هذه الأثناء، توضح إحصاءات "رصد الحوادث" أيضاً بأن حي العارض الذي يقع في شمال المدينة جاء في المرتبة الخامسة في معدلات الحوادث بواقع 331 إصابة في العامين الماضيين، والشاهد في الأمر أيضاً أن شوارع أحياء شمال الرياض تعد الأقل في نسب الحوادث بفعل قلة الكثافة المرورية هناك مقارنة بطرقات شرق العاصمة أو غربها، في المقابل يحل حي ظهرة لبن غرب الرياض في المرتبة السادسة بواقع 299 إصابة نتجت عن الحوادث المرورية، في 2022 - 2023 ومنتصف العام الجاري.

 

10080 حادثا مروريا في 3 أعوام

وفي الوقت الذي تبرز الحاجة إلى أعمال المركز الذي يقع على عاتقه الكثير من أجل وضع البرامج وابتكار مبادرات هادفة للسلامة في الطريق، زارت "العربية.نت" المقر الذي ما إن تدلف إليه حتى تستقبلك لوحات بياناته ذات التقنيات الحديثة، فيما تظهر تلك الشاشات إجمالي الحوادث على امتداد طرقات وشوارع العاصمة منذ العام 2022 حتى نهاية الشهر المنصرم، ويتضح بأن عددها يصل لـ 10080 حادثا مروريا، بواقع 12222 إصابة، ونحو 174 وفاة في الرياض.

 

مسببات لافتة

وتشير أيضاً البيانات في الوقت نفسه إلى أن أبرز 5 مسببات للحوادث على مستوى المدينة انحصرت في: الانشغال عن القيادة - تجاوز السرعة - عدم الالتزام بأنظمة المرور - الانحراف المفاجئ - عدم ترك مسافة آمنة.

 

تقنيات لرفع السلامة المرورية

وفي تفاصيل المركز ذاته، فإن رحلة معالجة مواقع الحوادث المرورية داخله تبدأ عبر الحصول على البيانات من الجهات ذات العلاقة، ومن ثم تحليلها ومعالجتها؛ لتوحيدها، وتهيئتها، ومن ثم إنشاء الخارطة الحرارية لمواقع الحوادث في المدينة، وتحديد النقاط السوداء باستخدام المعايير العالمية والأساليب الفنية، ومن ثم إجراء الدراسات المرورية وتصميم ومعالجة المواقع الخطرة باستخدام الأساليب الهندسية؛ رفعًا للسلامة المرورية.

 

يقول المهندس عبد العزيز العوني، مدير مركز رصد الحوادث المرورية لـ"العربية.نت" إن التقنيات الحديثة المستخدمة في مركز رصد الحوادث المرورية تحلل أسباب وقوع الحوادث من أجل معالجتها ومعرفة الأسباب على غرار: "مشكلات مرورية - نقص في اللوحات الإرشادية - الدهانات الأرضية"، وبعدئذ نعالجها حتى لا تتكرر الحادثة، كما أن تلك التقنيات تظهر مواقع الطرقات والشوارع المحتمل نمو فرص الخطر فيها بصفة كبيرة.

 

تقليل الحوادث

يستشرف العوني الرؤى الجديدة في المركز الذي دشنته أمانة الرياض، مبيناً بأنه في مرحلة ما لم تكن البيانات المرورية متوافرة بصفة دائمة إذ إن أي جهة مختصة في رصد الحوادث كانت تتمتع بتوافر بيانات النتائج المرورية غير أنها لا تصل إلى الأمانة مثلاً، بيد أن واقعنا اليوم بات مختلفاً ما يعني مرحلة جديدة تعيشها العاصمة من أجل تقليل معدلات الحوادث المرورية، وتحسين جودة الحياة، وزيادة فرص السلامة، وهذا ما نطمح إليه، حسب قوله.

 

تحليل بيانات الحوادث

وبينما تعزز أمانة منطقة الرياض أعمالها في مركز رصد الحوادث المرورية، فإن المركز نفسه يحلل بيانات الحوادث وأماكن وقوعها حتى يصنفها مواقع نقاط سوداء - الأماكن التي تشهد حوادث بصفة مستمر - وبعدئذ يشرع في معالجتها، ودراسة أسباب ارتفاع الحوادث فيها عبر أساليب تعتمد على البحث العلمي.

 

التوسع قريباً

يقول المهندس عبد العزيز العوني، مدير مركز رصد الحوادث المرورية تتوافر في الرياض نحو أكثر من خمسين نقطة سوداء، لافتاً إلى أن المركز أنشئ وفق تقنيات عالية لدراسة المواقع الأكثر خطورة في العاصمة، كاشفاً عن رغبة التوسع في مناطق البلاد كافة حتى تحقق السعودية معدلات منخفضة في وفيات الطرق.

 

ويضيف العوني بأن المركز تقع ضمن أهدافه مبادرات عدة مثل: "رفع مستوى السلامة المرورية عند الحدائق، والمدارس، والمساجد" فضلاً عن تركيب اللوحات الإرشادية، وتأمين الأرصفة، ومعرفة الأماكن الأكثر خطورة من أجل دراستها ووضع الحلول العاجلة والاستراتيجية إن تطلبت.

 

وعززت أمانة منطقة الرياض أعمالها في مركز رصد الحوادث المرورية عبر إعلان مراحل معالجة مواقع الحوادث المرورية؛ بهدف تفعيل دور المركز في الحد من الحوادث المرورية، وتحسين بيئة الأعمال، والدراسات والأبحاث، وتحسين تجربة العميل في الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز.

 

ميزانية للأحياء

وأقر مركز "رصد الحوادث" ميزانية مخصصة لمعالجة المواقع الحرجة في أحياء العاصمة الرياض لضمان توفير عنصر السلامة لمرتادي طرقاتها، غير أن المركز كشف لـ"العربية.نت" تخصيص معظم تلك الميزانية على إيجاد حلول عاجلة واستراتيجية في بعض الأحياء مثل: "العارض وطويق والرمال وظهرة لبن" لتحسين مستوى السلامة فيها.

 

توصيات لازمة

إلى ذلك، تزور الفرق الميدانية الخاصة في المركز مواقع رئيسية في العاصمة الرياض لتكثيف مستوى الأمن في طرقاتها ومعالجة أسباب وقوع الحوادث فيها إن وجدت، بجانب التعرف على المشاكل المسببة للنقاط السوداء على التقاطعات ووصلات الطرق ضمن مدينة الرياض، والخروج بالتوصيات اللازمة لمعالجة هذه المواقع ضمن تقارير السلامة المرورية والتصاميم الهندسية.

 

وفي مرحلة ما، تضاعفت فاتورة الرعاية الصحية لأولئك الذين أصيبوا نتيجة حوادث المرور، غير أن مركز رصد الحوادث المرورية صاغ مجموعة من الدراسات والتصاميم توزعت على النطاق الجغرافي لمدينة الرياض، من أجل تحسين السلامة المرورية على مستوى الأحياء والبلديات، وتوظيف البيانات الإحصائية للحوادث في دراسة وتصميم الحلول في جميع مواقع دراسات التأثير المروري لمشاريع استعمالات الأراضي وتطوير شبكة الطرق.

 

ومن شأن المركز تقليل تكاليف فاتورة الرعاية الصحية الناتجة عن الحوادث في وقت تطمح البلاد إلى رفع معدل أعمار مواطنيها، وفي المقابل أحرزت السعودية تقدماً كبيراً الفترة الماضية في جانب السلامة المرورية، إذ حققت انخفاضاً في أعداد وفيات الحوادث المرورية بمعدل 50%، كما انخفضت معدل الإصابات بـ35%، حسب ما أظهرته نتائج تقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر في العام الماضي.