مرة جديدة كرر الحرس الثوري الإيراني تأكيده أن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو الماضي، قد يطول لكنه سيكون مفاجئا.
وقال مساعد الشؤون العملياتية لقائد فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، العميد محسن تشيذري، اليوم الأربعاء إن فترة انتظار الرد على اغتيال هنية ستطول حتى تتوفر الظروف المناسبة.
كما أضاف أن "طريقة ونوعية الرد ستعتمد على الظروف التي يمكنها أن تحقق الأهداف"، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
إلا أنه شدد على أن الرد سيكون مختلفاً وغير متوقع، مضيفاً "لكننا لن نكشف طريقته". وتابع قائلا: "نعتبر الثأر لدم هنية، الذي استشهد على أرض إيرانية، واجباً علينا وسننفذه بالتأكيد".
"سنتحلى بالصبر"
إلى ذلك، أشار إلى أن بلاده ستتحلى "بالصبر والانتظار حتى تتحقق أهدافها في الوقت المناسب وبشكل مفاجئ، حتى تتهيأ الظروف والفرصة المناسبة للانتقام".
وكان المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، أكد بدوره الشهر الماضي أن فترة انتظار إسرائيل قد تكون طويلة.
رد مدروس
في حين ألمح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، إلى أن ما سمّاه "محور المقاومة سيتحرك كل بشكل منفرد ومستقل"، للانتقام من إسرائيل.
كما شدد أواخر أغسطس الماضي على أن "الانتقام لدم هنية، أمر محسوم ومؤكد".
وصبيحة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس بقلب طهران، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده ستنتقم بنفسها وبشكل مؤلم لضيفها الذي اغتيل على أراضيها.
لتتوالى لاحقا التأكيدات بأن الرد آت لا محالة، لكنه سيكون دقيقاً ومدروساً ومحسوباً
وكان مسؤولون أميركيون أفادوا سابقا بأن طهران قد تؤجل ردها على تل أبيب بغية إعطاء فرصة لمفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، التي لا تزال مستمرة عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين (مصر وقطر والولايات المتحدة) رغم الصعاب والعراقيل.
كما أكد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية الشهر الماضي أن بلاده حذرت الجانب الإيراني من شن هجوم صاروخي كبير ضد إسرائيل "لأن العواقب قد تكون كارثية للغاية، وخاصة بالنسبة لإيران".
في حين رجح الرئيس الأميركي جو بايدن أن يؤدي التوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المدمر، إلى تأجيل الهجوم المرتقب.
يذكر أنه منذ اغتيال هنية في 31 يوليو الماضي، تصاعدت التوترات في المنطقة بشكل غير مسبوق، واستنفرت كل من إسرائيل وإيران عسكرياً، لاسيما أن اغتيال زعيم حماس، أتى بعد ساعات قليلة من مقتل القيادي الرفيع في حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب المدعوم إيرانيا.