دعت نحو 60 منظمة حقوقية، من ضمنها عدد من نقابات الصحفيين الوطنية في الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، بتهمة قتل الصحفيين في قطاع غزة.
وقال المنظمات ومن ضمنها "مراسلون بلا حدود" في بيان موجه إلى رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوض التجاري للاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكي:"تدعو منظماتنا في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات بشأن عمليات القتل غير المسبوقة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق الصحفيين وغيرها من انتهاكات حرية الإعلام".
وأضاف البيان: "هذا جزء من الانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل وأماكن أخرى.. يجب أن تؤدي هذه الانتهاكات إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وفرض المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على المسؤولين عنها".
وأعربت المنظمات في بيانها عن أسفها لأن دول الاتحاد الأوروبي "لم تعترف أو تدين الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية" في قطاع غزة.
وبحسب الوثيقة، فقد سجلت المنظمات مقتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني واثنين إسرائيليين وثلاثة لبنانيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، مما يجعلها "الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ عقود". وتشير الوثيقة إلى أن القتل المستهدف أو العشوائي للصحفيين يعد جريمة حرب.
ودعا نشطاء حقوق الإنسان الزعماء الأوروبيين إلى مطالبة إسرائيل علنا بتلبية سلسلة من مطالب حرية الصحافة، بما في ذلك رفع إسرائيل للحصار الذي يمنع الصحفيين الدوليين والإسرائيليين والفلسطينيين من زيارة قطاع غزة بمفردهم، والإفراج عن جميع الصحفيين الفلسطينيين المحتجزين بدون تهمة.
وتطالب الوثيقة أيضا المنظمات الدولية بالوصول غير المقيد إلى إسرائيل وقطاع غزة للتحقيق في الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي من قبل جميع الأطراف.
وفي نهاية شهر مايو الماضي، أفاد بوريل بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون إمكانية تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل جزئيا بسبب تصرفاتها في قطاع غزة، وأوضح أنه تتم مناقشة بند الاتفاقية المتعلق بالقانون الإنساني.
وفي وقت سابق، دعت إسبانيا بوريل إلى التحقق مما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
هذا وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الاثنين، ارتفاع حصيلة القتلى من الطواقم الصحفية منذ بدء الحرب على القطاع قبل نحو 11 شهرا إلى 170.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحولت آلة الحرب الإسرائيلية قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18 على التوالي، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.