نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مسؤولين من أمريكا وإسرائيل، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي يهدف إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين "على وشك الانهيار"، ولا يوجد بديل واضح يمكن طرحه كحل.
وأشار المسؤولون إلى أن الاقتراح الحالي، الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر على مدى عدة أسابيع في يوليو الماضي، هو "الأفضل حتى الآن"، لأنه يلبي مطالب حماس وإسرائيل.
وتجرى المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة هذا الأسبوع، استناداً إلى "مقترح إسرائيلي" أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو الماضي. ينص على ثلاث مراحل تشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وتقديم المساعدات، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وكانت الولايات المتحدة قد قدمت الأسبوع الماضي مقترحاً يهدف إلى تضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس في المفاوضات غير المباشرة، لكن رغم موافقة إسرائيل، رفضت حماس المقترح، معتبرة أنه "مقرب جداً من مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو".
وقال مسؤولون لـ"بوليتيكو" إن هذا الوضع "يثير قلق المسؤولين الأمريكيين"، حيث يرون أن الاقتراح قد يتعثر كما حدث مع محاولات سابقة.
وفي نفس السياق، أكد الرئيس بايدن الثلاثاء أن حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق، مشيراً إلى أن التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التنبؤ بشيء". وردت حماس على هذه التصريحات بنفيها، مؤكدة رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي زيارة للدوحة، شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أن "الوقت داهم" للتوصل إلى هدنة في غزة. ورغم تفاؤل الإدارة الأمريكية في الأسابيع الماضية بشأن الموافقة على الصفقة، إلا أن الخطاب العام لحماس أثار الإحباط والقلق لدى البيت الأبيض.
وتوقفت المفاوضات في قطر الأسبوع الماضي دون تقدم ملموس، ومن المقرر استئنافها هذا الأسبوع في القاهرة بناءً على المقترح الأمريكي.
ويخطط المفاوضون، بما فيهم كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، للتوجه إلى القاهرة لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
إذا لم يتمكنوا من إقناع حماس بالموافقة، "قد لا يكون هناك خيارات أخرى"، مما يزيد من احتمالات تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله، وحتى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.
وقال مسؤول مطلع على الموقف الإسرائيلي في المفاوضات إن "لا أحد يعلم ما إذا كان يحيى السنوار (زعيم حماس) يرغب في هذه الصفقة"، مضيفاً أن فشل الصفقة قد يؤدي إلى هجوم إيراني وتصعيد خطير.
وترفض حماس ومصر وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بينما يعتبر نتانياهو ذلك ضرورياً لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة.
وتزايدت المخاوف من توسع الحرب في غزة إلى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، في عملية نُسبت إلى إسرائيل.