تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، تواصل دولة الإمارات تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، عبر مختلف المبادرات والعمليات والحملات، في تجسيد حقيقي لالتزام الدولة الراسخ بدعم الشعب الفلسطيني في غزة خلال الأوضاع الكارثية التي تحيط بالقطاع، بخاصة الفئات الأكثر احتياجاً وضعفاً، وبكل السبل والإمكانات الممكنة.
حيث تعدّ الإمارات من أكثر دول العالم تقديماً للمساعدات إلى القطاع، التزاماً بتوجيهات القيادة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الأزمة الإنسانية، كما يعكس هذا الدعم ريادة الدولة في العمل الإنساني العالمي.
وقد نقلت الإمارات أكثر من 40 ألف طن من الإمدادات العاجلة إلى غزة عبر 8 بواخر و1271 شاحنة و414 رحلة جوية، منذ بدء المساعدات الإماراتية للقطاع، وكانت من ضمنها 104 عمليات إسقاط جوي من خلال مبادرة «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية جواً في شمال غزة.
والتي جاءت ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث وصل إجمالي المساعدات منذ انطلاق «طيور الخير» إلى أكثر من 3450 طناً، ومنذ اندلاع التصعيد في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، لم تتوقف جهود الإمارات على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي غزة، ورعاية الجرحى والمرضى من خلال المستشفى الإماراتي الميداني الذي تم إنشاؤه لعلاج مئات المرضى والمصابين.
ففي أكتوبر الماضي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.وفي فبراير الماضي وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، أعلنت الإمارات عن تخصيص 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
منحة
وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلنت مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، عن تقديم منحة بقيمة 43 مليون درهم «11.7 مليون دولار»، لتوفير الدعم الغذائي المباشر لسكان غزة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي. وجمعت حملة «تراحم من أجل غزة» أكثر من 71 ألف سلة من المساعدات الإنسانية، بمشاركة 24 ألف متطوع، و20 مؤسسة إنسانية.
وعملت الإمارات، وبالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والولايات المتحدة وجمهورية قبرص والأمم المتحدة وعدد من الجهات الدولية المانحة، على إيصال 2172 طناً من الإمدادات الغذائية بحراً إلى قطاع غزة وبالشراكة مع الوكالة الأمريكية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى «أنير»، واستكملت الإمارات ومؤسسة المطبخ المركزي العالمي، وفي سابقة تاريخية توصيل 300 طن من المساعدات الغذائية إلى غزة عن طريق البحر وإيصالها إلى شمال القطاع.
وأعلنت الإمارات وبالشراكة مع الوكالة الأمريكية لمساعدة اللاجئين في الشرق الأدنى «أنير» عن إيصال 400 طن من الإمدادات الغذائية المخصصة لشمال القطاع، والتي توفر الاحتياجات الأساسية الملحة لـ 120 ألف شخصوتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعلنت الإمارات عن تخصيص 15 مليون دولار دعماً لـ«صندوق أمالثيا» الذي أعلنت عنه قبرص لدعم مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة.
وجاء إنشاء الصندوق لتسهيل وتنسيق تدفق المساعدات التي تصل إلى غزة، والعمل على تعزيزها لضمان إيصالها بأكبر فاعلية ممكنة. وانبثقت مساهمة الدولة في الصندوق من رؤيتها الحريصة على معالجة الوضع الإنساني الكارثي المتفاقم في القطاع، من خلال هذا النهج التعاوني الدولي متعدد الأطراف الذي حقق سابقة تاريخية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وضمن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج 2000 من المصابين ومرضى السرطان من القطاع، استقبلت الإمارات 794 من أبناء غزة، بالإضافة إلى 850 مرافقاً، لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات الدولة عبر 19 رحلة إجلاء. وفي 30 يوليو، أعلنت الإمارات، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، عن مبادرة عاجلة لإجلاء 85 مريضاً ومصاباً بشكل شديد، من ضمنهم مرضى سرطان بحاجة لعلاج مكثف برفقة 63 من أفراد عائلاتهم إلى أبوظبي. وتعكس هذه المبادرة أهمية التدخل الإنساني بشكل عاجل لإنقاذ ومساعدة من هم في أمسّ الحاجة للعون.
مستشفيان
وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، أقامت الإمارات مستشفيين، الأول ميداني في جنوب غزة وبإشراف فريق طبي إماراتي وبسعة 200 سرير، ويضم أكثر من 100 من الأطباء والممرضين وصيادلة وفنيي مختبر، وقام المستشفى بعلاج 22955 حالة منذ افتتاحه في 2 ديسمبر الماضي، كما أقامت الدولة مستشفى عائماً قبالة ساحل مدينة العريش يضم 100 سرير وباشر في 26 فبراير الماضي تقديم الخدمات الطبية وتم استقبال 4,201 حالة.
كما جرى توفير خدمة «ستارلينك» في المستشفى الميداني لتقديم الاستشارات الطبية العاجلة من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي. ويجسد هذا النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني؛ مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية بمد يد العون لهم في مختلف الظروف، ومواصلة هذا النهج في تقديم المبادرات الإنسانية لغوثهم في الأزمة الحالية.