عقب "المجزرة المروعة" التي ارتكبتها إسرائيل في مدرسة التابعين وسط مدينة غزة، وأسفرت عن مقتل 93 شخصا على الأقل، تكشفت تفاصيل عن السلاح المستخدم في المدرسة التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين.
عقب "المجزرة المروعة" التي ارتكبتها إسرائيل في مدرسة التابعين وسط مدينة غزة، وأسفرت عن مقتل 93 شخصا على الأقل، تكشفت تفاصيل عن السلاح المستخدم في المدرسة التي كانت تؤوي نازحين فلسطينيين.
فقد ذكر خبير أسلحة أن إسرائيل استخدمت قنبلة دقيقة التوجيه أميركية الصنع، وفق ما نقلته شبكة CNN الأميركية.
وأكد تريفور بول، فني التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأميركي، أنها من قنبلة صغيرة القطر من طراز GBU-39.
كما تابع: "إنه من الممكن أن تكون هذه الذخيرة مسؤولة عن العدد المرتفع من القتلى الذي أبلغ عنه المسؤولون في غزة".
كذلك، أفاد خبير الأسلحة كريس كوب سميث وهو ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني، أن GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجيا"، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة.
وتابع أن "استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، من شأنه أن يؤدي دائمًا إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان".
قنبلة جي بي يو 39 تشبه الصواريخ صغيرة الحجم
و"جي بي يو 39" قنبلة أميركية الصنع، وهي من نوع جو أرض، موجهة ودقيقة، صنعتها شركة بوينغ وأدخلتها الخدمة الفعلية أوائل القرن الـ21، تسمى القنبلة "الآمنة"، لأنها تدمر فقط الهدف من الداخل من دون إلحاق أضرار بالجوار، حسب ما تقول الجهة المصنعة.
كما تم تصميم هذه القنبلة الصغيرة الحجم وذات الفعالية العالية لتكون جزءا من النظام العسكري الحديث الذي يتيح للطائرات حمل عدد أكبر من القنابل الذكية.
وهي قنبلة مخصصة لاختراق التحصينات والثكنات العسكرية ونسفها من الداخل، مثل المستودعات والملاجئ الخرسانية أو بعض الأهداف داخل المناطق المأهولة بالسكان أو الأهداف ذات القيمة العالية.
من آثار الهجوم الإسرائيلي على مدرسة التابعين في غزة - رويترز
من حيث الشكل تشبه قنبلة "جي بي يو 39" الصواريخ صغيرة الحجم، إذ تزن 250 رطلا (نحو 113 كيلوغراما) ويبلغ طولها نحو 1.8 متر.
كما تحتوي على رأس حربي خارق للتحصينات يزن 93 كيلوغراما ومصمم لاختراق الأهداف المصفحة أو المحصنة.
وبدأ تطوير "جي بي يو 39" في أواخر تسعينيات القرن العشرين ودخلت الخدمة في أوائل القرن الـ21، واستخدمت على نطاق واسع في العمليات العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان، كما استخدمتها إسرائيل في حرب غزة 2021 وفي عملية اغتيال علي غالي عام 2023 وهو قيادي في حركة الجهاد.
وكان الدفاع المدني في قطاع غزة أعلن أمس السبت مقتل 93 شخصا على الأقل جرّاء ضربة إسرائيليّة جديدة على مدرسة في مدينة غزة بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين، وبرر الجيش الإسرائيلي القصف باستهداف مسلحين فيما توالت التنديدات الدولية.
يشار إلى أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت تلك المدرسة الواقعة وسط مدينة غزة، ليل الجمعة السبت هي من الأكثر حصدا للأرواح منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
في حين برر الجيش الإسرائيلي الأمر قائلا إنه "أغار على مسلحين داخل المدرسة"، حسب زعمه، في إشارة إلى مقاتلي حماس.
من جانبها، ذكرت حركة حماس في بيان أنه ليس بين القتلى أي مسلح، مضيفة أنهم "مدنيون تم استهدافهم وهم يؤدون صلاة الفجر، حيث تضم القائمة المذكورة أطفالا، وموظفين مدنيين، وأساتذة جامعات، ورجال دين، وغالبيتهم لا علاقة لهم بأي عمل سياسي أو عسكري".