فرضت جماعة الحوثي، اليوم السبت، حصاراً خانقاً على سكان قرية حمة صرار الواقعة في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، وسط تحذيرات حكومية من عزم الحوثيون "ارتكاب مجازر" جديدة بحق سكان القرية.
وكشفت مصادر محلية أن الحوثيين دفعوا بتعزيزات عسكرية كبيرة بما فيها دبابات وطيران مسير إلى أطراف القرية، مهددين باجتياحها إذا لم يتم تسليم "مطلوبين" من أهالي القرية لدى الجماعة، بحسب ما نقله موقع "يمن مونيتور".
وأوضحت المصادر أن المجاميع المسلحة التابعة للحوثيين قامت بالدخول إلى مزارع تابعة لأهالي القرية في محاولة منها لإتلاف المزارع وإلحاق الضرر بها، قبل أن تواجه أبناء القرية وتشتبك معهم بالأسلحة ما أجبر الحوثيين على الانسحاب والتراجع.
وأشارت المصادر إلى أن "مسلحي القبائل بالقرية واجهوا بأسلحتهم الرشاشة، الطيران المسير التابع لجماعة الحوثي الذي حلق في سماء قرية حمة صرار حوالي الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة".
وكانت وساطة قبلية قد تدخلت بعد مطالبة جماعة الحوثي بتسليم سبعة من أبناء القبيلة المتهمين بقتل عناصرها في منارة المسجد بالقرية، فيما يرفض الأهالي تسليم أي شخص، ويتمسكون بخروج الحوثيين من جميع مناطقهم التي يتمركزون فيها منذ عام 2015.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى مرور أحد مواطني القرية بدراجته النارية أمام نقطة تفتيش حوثية وسط القرية، ما دفع عناصر النقطة الحوثية إلى إطلاق النار عليه بحجة تجاوزه النقطة بسرعة، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، وحاول صديقه مساعدته وربط جراحه، لكن الحوثيين أطلقوا النار عليه أيضاً، وقتلوه على الفور، ما أثار غضب الأهالي الذين اشتبكوا مع أفراد النقطة الحوثية الذين لاذوا بالفرار والتحصن في مأذنة جامع القرية. واستمرت الاشتباكات مما أسفر عن إصابة اثنين من الأهالي الذين قاموا بحرق المأذنة الخشبية، ما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة خامس من الحوثين الذين كانوا متمركزين في مأذنة جامع قرية حمة صرار.
من جانبها، حذرت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي المسلحة من ارتكاب "مجزرة" جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء في قرية حمة صرار.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن "التقارير الميدانية تفيد بقيام الحوثين بتسيير حملة مسلحة بمشاركة الأسلحة الثقيلة المنهوبة من مخازن الدولة من الدبابات والمدفعية والطائرات المسيرة -إيرانية الصنع- لاقتحام قرية حمة صرار، بعد أيام من مقتل اثنين من أبناء القرية على يد عناصرها أثناء مرورهم في إحدى نقاط التفتيف".
واتهم الوزير اليمني جماعة الحوثي بـ"الاعتداء على مئات القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، إذ صعدت من جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، ومارست بحقهم الفظائع" على حد قوله.
وفي مارس الماضي، أشعل سقوط مدنيين قتلى في تفجير الحوثيين لمنازل في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، غضباً عارماً في أوساط اليمنيين، حيث أدى التفجير إلى تهدم عدد من المنازل في حارة الحفرة ومقتل 12 مدنياً وإصابة 5 آخرين، بينهم نساء وأطفال كان معظمهم نائمين في بيوتهم، ولم يعلموا أنها ستسقط فوق رؤوسهم.