عدّد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الرئاسي في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ومساعد وزير الاستخبارات للشؤون التعليمية الأسبق، محمد رضا طاجيك، في مقال بعنوان "اغتيال هنية وحوار مع السيد الرئيس" نشر على موقع "جماران" الإصلاحي، نقاط ضعف أجهزة الاستخبارات بإيران في 13 نقطة.
كما ذكّر الرئيس مسعود بزشكيان بها قائلاً: "حتى تُفهم الاستخبارات على أنها لعبة ذكاء ويتحمل أذكى أفراد المجتمع مسؤوليتها المهنية، سيبقى الوضع على ما هو عليه وستصل الأجهزة الاستخبارات دائماً بعد وقوع الحدث".
"سمعة إيران الاستخباراتية"
وفي إشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على الأراضي الإيرانية، أوضح طاجيك، وهو عضو هيئة التدريس في جامعة طهران أيضاً، أنه مع مقتل هنية في السكن الذي كان تحت الحماية في طهران، ترددت أقوال كثيرة حول سمعة البلاد الاستخباراتية والأمنية، واختراق أجهزتها الاستخباراتية، خاصة أن "عملية الاغتيال جاءت ضمن عدة اغتيالات وقعت في العاصمة خلال السنوات الـ13 الماضية".
كما أضاف: "طالما أن وكالة الاستخبارات الإيرانية هي وزارة، ووزيرها رجل دين يفضل في اختيار كبار مديريها الاصطفاف الفئوي والأيديولوجي على اختيار القدرات المهنية والخبراء، سيبقى الوضع كما نراه".
ضعف وخلل
كذلك اعتبر أن سبب الضعف والخلل في الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية، ناجم عن عدم الاستقرار في التركيبة الإدارية والحرفية وانعدام التنسيق بين أجهزة الاستخبارات المختلفة والمتنافسة في البلاد، مردفاً أن "وكالات الاستخبارات لا تخصص مكانة رفيعة للأولويات الأمنية-الاستخباراتية، فضلاً عن أن التدريب الاستخباراتي غير محدث وغير مهني بالكامل".
ولفت أيضاً إلى أنه لم يتم اكتشاف العناصر المخترقة للأجهزة الحساسة للبلاد، ولم يتم مراجعة أساليب الاستخبارات والاستخبارات المضادة التقليدية بشكل جدي.
فيما ختم قائلاً إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لم يفهم بعد عمق التهديد ومداه، وإن وكالات الاستخبارات والأمن في البلاد لا تخضع للمساءلة عن عدم كفاءتها وسوء تصرفاتها، ولا تشملها العقوبات القانونية.
تعدد الروايات
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني كان أعلن، السبت، أن هنية "قتل بإطلاق قذيفة قصيرة المدى برأس حربي وزنه نحو 7 كيلوغرامات مصحوبة بانفجار شديد من خارج غرفته"، وفق رويترز.
كما اتهم إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال هنية، قائلاً إنها خططت للعملية ونفذتها بدعم من الحكومة الأميركية.
فيما أردف أن إسرائيل "ستتلقى رداً حاسماً" على اغتيال هنية، مشدداً على أن "انتقام طهران سيكون شديداً وفي الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة الملائمة".
في حين نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن 8 مسؤولين تحدثت إليهم الأسبوع الماضي، بينهم إيرانيان، أن اغتيال هنية تم بعبوة ناسفة هُربت سراً إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم.
كذلك نقلت عن 5 مسؤولين من المنطقة، أنه تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريباً في دار الضيافة التي يديرها ويحميها الحرس الثوري الإيراني، وهي جزء من مجمع كبير، يُعرف باسم "نشاط" في حي راق شمال طهران.
وتوعد المرشد علي خامنئي بإنزال "أشد العقاب" بإسرائيل بعد الاغتيال. بدوره قال زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله إن "الرد آت لا محالة". غير أن تل أبيب لم تصدر أي تصريح بشأن الاغتيال.