تعرضت شركة غوغل لضربة مذهلة في أعمال البحث والإعلان يوم الاثنين بعد أن حكم قاضي مقاطعة كولومبيا، أميت ميهتا لصالح وزارة العدل في دعوى مكافحة الاحتكار ضد شركة التكنولوجيا العملاقة.
وقد يكلف هذا شركة أبل أيضاً الكثير. وفيما قد يجبر الحكم غوغل على إجراء تغييرات جذرية على أكبر أعمالها، ولكنه قد يجبر الشركة أيضاً على إلغاء اتفاقية تقاسم الإيرادات طويلة الأجل مع شركة أبل والتي تتطلب من صانع آيفون استخدام غوغل كمحرك بحث افتراضي عبر أجهزتها المختلفة.
تم تطبيق الصفقة، التي تسمى اتفاقية خدمات المعلومات، منذ عام 2002 وتم تعديلها على مر السنين مع تقديم تقنيات جديدة، مثل آيفون. جوهر الصفقة هو أن أبل تستخدم غوغل كمحرك بحث افتراضي لمتصفح Safari وSpotlight Search وSiri.
في المقابل، تدفع غوغل لشركة أبل 36% من عائدات البحث المتولدة على أجهزة أبل التي تستخدم خدمات غوغل. في حين لا تكشف شركة أبل بالضبط عن مقدار ما ستربحه من الصفقة، فقد قدرت وثائق المحكمة الرقم بنحو 20 مليار دولار في عام 2022، وهو ضعف ما دفعته غوغل في عام 2020، وفقاً لما ذكره موقع "ياهوو فاينانس"، واطلعت عليه "العربية Business".
ومن المرجح أن تتحقق الإيرادات من اتفاقية غوغل وأبل في إطار قطاع أعمال خدمات أبل، حيث تسرد اتفاقيات ترخيص الإعلانات لجهات خارجية. في عام 2022، حققت أبل 78.1 مليار دولار من إيرادات الخدمات. إذا كان تقدير 20 مليار دولار دقيقاً، فهذا يعني أن الصفقة شكلت ما يقرب من 25% من إيرادات خدمات أبل لهذا العام.
ويعد قطاع خدمات أبل أحد أسرع قطاعاتها نمواً ويُنظر إليه على أنه حصن ضد تباطؤ مبيعات آيفون للشركة. وسعت الشركة القطاع بشكل كبير على مر السنين، مضيفة منصات أبل Music+ وأبل TV+ إلى الأعمال. لكن صفقة غوغل لا تزال تشكل على الأرجح جزءاً كبيراً من إيرادات قطاع الخدمات.
من منظور الشركة بأكملها، حققت شركة أبل 394.3 مليار دولار من الإيرادات في عام 2022، مما يعني أن اتفاقية غوغل شكلت 5% من الإيرادات السنوية للشركة لهذا العام.
ومع ذلك، فإن خسارة مثل هذه الاتفاقية لن تؤذي شركة أبل فقط. وفقاً لوثائق المحكمة، أجرت غوغل نمذجة داخلية في عام 2020 وجدت أنها ستخسر 60% إلى 80% من حجم البحث على أجهزة iOS من أبل إذا تم استبدال محرك البحث الخاص بها كخيار افتراضي.
إن خسارة حجم البحث هذا من شأنه أن يقلل من صافي أرباح غوغل بمقدار 28 مليار دولار إلى 32 مليار دولار. مع تحقيق غوغل 182.5 مليار دولار من الإيرادات في عام 2020، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من صافي أرباح الشركة بنسبة 15% إلى 17%.
من المؤكد أن غوغل ستستأنف فوز وزارة العدل، ولكن إذا صمدت حكم ميهتا، فقد تتعرض أبل وغوغل لبعض الألم المالي الخطير.