قفز "مؤشر الخوف" الذي يقيس التقلبات في سوق الأسهم الأميركية، ويفحص حالة القلق في أوساط المستثمرين، إلى أعلى مستوى له منذ عام ونصف، وذلك بسبب موجة الرعب التي ضربت السوق الأميركية يوم الجمعة في أعقاب تقرير الوظائف الذي جاء مخيباً للآمال.
وتكبدت سوق الأسهم الأميركية خسائر قاسية خلال تداولات الجمعة بعد أن دبت موجة من الهلع في أوساط المستثمرين الذين تدافعوا للبيع في أعقاب التقرير الذي أظهر ارتفاع نسبة البطالة وإضافة عدد من الوظائف أقل بكثير من التوقعات السابقة، وهو ما جدد المخاوف من انزلاق الاقتصاد الأميركي نحو الركود خلال الفترة المقبلة.
وقال تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية، واطلعت عليه "العربية Business"، إنه خلال عمليات البيع يوم الجمعة قفز "مؤشر التقلب" في بورصة شيكاغو إلى 29.66، وهذا هو أعلى مستوى لـ"مقياس الخوف" في "وول ستريت" منذ 15 مارس 2023 عندما قفز في ذلك اليوم إلى 29.91.
ويقوم مؤشر (VIX)، المعروف بأنه "مؤشر الخوف"، بتتبع التقلب المتوقع لسوق الأسهم لمدة 30 يوماً، بناءً على تسعير خيارات (S&P 500).
وجاءت موجة الهلع في السوق الأميركية متأثرة بتقرير الوظائف لشهر يوليو والذي جاء أضعف بكثير من المتوقع، وهو ما أثار مخاوف من أن الاقتصاد الأميركي قد ينزلق إلى الركود.
وانخفض مؤشر السوق الأميركية بنسبة 1.84% ليغلق عند 5346 نقطة، كما خسر مؤشر "ناسداك" المركب 2.43% ليغلق عند 16776 نقطة، وهو ما يعني انخفاض المؤشر الثقيل للتكنولوجيا بنسبة 10% مقارنة من أعلى مستوى تمكن من تسجيله على الإطلاق. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 610.71 نقطة، أو 1.51%.
وجاءت هذه الخسائر بعد تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة في يوليو بأكثر من المتوقع، حيث ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021. وأفادت وزارة العمل أن الوظائف غير الزراعية نمت بمقدار 114 ألف فقط الشهر الماضي، وهو تباطؤ من 179 ألف وظيفة تمت إضافتها في يونيو وأقل من 185 ألفاً التي توقعها خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم "داو جونز". وارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.3%.
وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر الماضي حيث تدفق المستثمرون على السندات بحثاً عن الأمان خوفاً من أن يُصر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقرر هذا الأسبوع على إبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية.
وسجلت بعض الشركات الكبرى خسائر فادحة خلال تداولات الجمعة، حيث أثارت نتائج "أمازون" في الربع الثاني مخاوف المستثمرين بشأن مستويات الإنفاق الرأسمالي الهائلة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث انخفض سهم "أمازون" بنسبة 8.8% بعد أن فشل في تلبية تقديرات الإيرادات في الشارع وإصدار توقعات مخيبة للآمال. وفي الوقت نفسه، هبط سهم "إنتل" بنسبة 26% بعد الإعلان عن إرشادات ضعيفة وتسريح عمال، كما خسرت "إنفيديا" 1.8%، بعد خسارة 6% في اليوم السابق.
وقال كبير الاستراتيجيين الفنيين في "إل بي إل فاينانشال" آدم تورنكويست إن انخفاضات يوم الجمعة هي "مسار طبيعي" في سوق صاعدة تعود إلى مسارها بعد اتجاهها الصعودي الحاد.
وقال: "كان ناسداك مفرط الشراء للغاية في يوليو، نفس الشيء مع أشباه الموصلات. والكثير من هذا الحماس للذكاء الاصطناعي لم يخضع حقاً لاختبار الواقع في هذه المرحلة"، مضيفاً أن "هذه ليست نهاية قصة الذكاء الاصطناعي".