استيقظ العالم صباح اليوم الجمعة على أزمة إلكترونية خانقة ضربت أنظمة الكمبيوتر في آلاف المنشآت الحيوية حول العالم، ليتبين سريعاً بأن شركة "مايكروسوفت" التي تقدم خدمات نظام التشغيل "ويندوز" هي مصدر الأزمة ومركزها.
وبحسب المعلومات التي نشرتها مجلة "فوربس" في تقرير اطلعت عليه "العربية Business"، فإن الأزمة التي عطلت الآلاف من أنظمة الكمبيوتر في العالم جاءت بسبب عملية تحديث تُسمى (CrowdStrike) قامت بها شركة "مايكروسوفت" وأدت إلى تعطل أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل الأوسع انتشاراً في العالم "ويندوز"، مما تسبب في تعطل الأجهزة وعرض شاشة الموت الزرقاء.
وبحسب التقارير، لم تتمكن الشركات في جميع أنحاء العالم من إعادة تشغيل النظام، وهو ما أدى إلى تعطل خدماتها، ومن بين الشركات المتضررة من الانقطاع شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية العالمية التي لم تتمكن من البث.
وانتقل المستخدمون المتضررون إلى الشكوى والإبلاغ عن الأضرار على الإنترنت، حيث قال أحد المستخدمين على شبكة (Reddit): "نحن عالقون، لقد تم حذف المؤسسة بأكملها.. لذا، إذا ذهبت إلى العمل هذا الصباح وواجهت مشكلة كبيرة، فاعلم أنك لستَ وحدك".
ويقول مهندسو الكمبيوتر وخبراء الشبكات إن سبب المشكلة العالمية الواسعة هو التحديث الذي قامت به منصة (CrowdStrike) المعنية بالحماية الأمنية والتصدي للاختراقات، وهذا التحديث أثر بدوره على منتج يُدعى (Falcon Sensor)، والذي أدى إلى التعطل واسع النطاق على مستوى العالم.
وتعمل منصة (CrowdStrike) بشكل أساس للتصدي للانتهاكات الأمنية عبر مجموعة موحدة من التقنيات المقدمة عبر الانترنت والتي تمنع جميع أنواع الهجمات الالكترونية، بما في ذلك البرامج الضارة وغير ذلك الكثير.
وأثر انقطاع تكنولوجيا المعلومات على المطارات والشركات ومحطات البث، حيث تم إيقاف الطائرات في الولايات المتحدة، وتأثرت القطارات في بريطانيا، بالإضافة إلى أجهزة المسح الضوئي للصعود في مطار "إدنبره" في اسكتلندا، بحسب ما أورد تقرير مجلة "فوربز".
وتقول "مايكروسوفت" إنها تتخذ "إجراءات تخفيف" بعد مشكلات الخدمة التي قالت إنها بدأت في حوالي الساعة السادسة من مساء الخميس بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، أي فجر الجمعة في دول الشرق الأوسط. وتقول الشركة إنها تحقق في مشكلات تتعلق بالخدمات السحابية في الولايات المتحدة و"مشكلة تؤثر على العديد من تطبيقاتها وخدماتها".