تزايدات في الآونة الأخيرة دعوات لجماعة الإخوان لإحداث فوضى بمصر، والدعوة لما سمّوه بـ"الثورة" المزعومة والتي حددوا لها يوم الجمعة الماضية 12 يوليو، ثم تكرارهم للدعوة مرة أخرى في 19 يوليو الجاري، فضلا عن تصعيدها لنشاط لجانها الإلكترونية في بث الشائعات وإثارة القلاقل واستغلال بعض الأزمات، لمحاولة تأليب الرأي العام والحشد للخروج في فوضى.
ويكشف اللواء عادل عزب، مسؤول ملف النشاط الإخواني بالأمن الوطني سابقاً، والشاهد الرئيسي في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" عن سبب ذلك، مؤكدا أن الأمر يرتبط بالرقم 11، وهو رقم له دلالته عند الجماعة منذ بداية تأسيسها وحتى الآن، ومتوقعا أن تقوم الجماعة بالترتيب لحدث كبير خلال العام الحالي 2024.
اللواء عادل عزب
ويضيف أن الجماعة تعيد إحياء نفسها وتجديد بنيتها التنظيمية كل 11 عاما في دورة زمنية تكررت منذ العام 1928 وحتى الآن، موضحا أكثر بالقول إن الجماعة تأسست في العام كجماعة دعوية وبعدها بـ 11 عاما، وفي العام 1939 أعلن حسن البنا في رساله الموتمر الخامس أن الجماعة ستستخدم القوة في إشارة واضحة لخلايا النظيم السري المسلح أو ما سمّوه بالنظام الخاص بالبدء في تنفيذ عملياتهم الإرهابية التي استمرت 11 عاما أخرى، حتى أصدر النقراشي باشا قرارا بحل الجماعة في العام 1948، مما تسبب في اغتياله على يد إحدى خلايا النظام الخاص، وبتكليف من حسن البنا الذي تبرأ من قيادات وكوادر نظامه الخاص، وخرج على المجتمع المصري ليعلن قولته الشهيره "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"، وانتهت تلك الفترة بوفاته عام 1949.
سيد قطب
ويتابع المسؤول الأمني الكبير بأن الإخوان وبعد قرار الحل عادوا من جديد لممارسة نشاطهم في العام 1951، وهي فترة تولي حسن الهضيبي منصب المرشد الثاني للجماعة، وبعدها استمروا 11 عاما أخرى، حتى يكونوا أول نواة للتنظيم الدولي عام 1962، وأسسوا المركز الإسلامي في جنيف، والمركز الإسلامي في ميونخ بقيادة سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا، ونشرت مجلة "نيوزويك" Newsweek الأميركية في هذا التوقيت خبر أنه تم افتتاح المركز الإسلامي في جنيف بحضور الملحق العسكري الأميركي في جنيف، معربا عن استغرابه من مشاركة الملحق الأميركي في جنيف بافتتاح مركز إسلامي.
في الفترة من عام 2000 إلى عام 2011 كانت الجماعة تستعد فعليا للانتهاء من "مرحلة أخونة المجتمع" لتنفيذ المرحلة التالية وهي خطة ما سمّوه بـ"التمكين والوثوب" علي السلطة
اللواء عادل عزبوتابع اللواء عزب: "ومنذ 1954 حتى عام 1965، منذ حادثة المنشية وصدور قرار الحل الثاني للجماعة، استمرت الجماعة 11 عاما أخرى حتى قامت بتشكيل تنظيم سيد قطب وارتكبوا جريمة سُميت بالمؤامرة الإخوانية الكبرى، التي كانت تتضمن تفجير القناطر الخيرية وأبراج الكهرباء، لفصل دلتا مصر عن باقي محافظات الجمهورية، وهذا يؤكد أن مسألة تقسيم مصر كان ينفذها الإخوان لصالح القوى الغربية منذ زمن بعيد، وهو ما تبين في تفاصيل القضية التي حملت رقم 1265 حصر أمن دولة عليا".
حادث اغتيال السادات - حادث المنصة
وأوضح اللواء عزب أنه منذ الإفراج عن قيادات وكوادر الجماعة في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1972، وإعلانهم أنها جماعة سلمية تنبذ العنف، أخرجوا من عبائة الإخوان الجماعة الإسلامية التي اغتالت السادات عام 1981. وعلى الصعيد التنظيمي عكفوا على استكمال هياكلهم التنظيميه والتي استغرقت 11 عاما، وخاضوا انتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام 1984، وهذه المرحله سمّوها وفقا لخطتهم الاستراتيجيه "مرحله أخونة المجتمع".
الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي وقيادات الإخوان إلى جانبه
ثم بدأوا خطة الوثوب على الحكم، مشيرا إلى أنه في الفترة من عام 2000 إلى عام 2011 كانت الجماعة تستعد فعليا للانتهاء من "مرحلة أخونة المجتمع" لتنفيذ المرحلة التالية وهي خطه ما سمّوه بـ"التمكين والوثوب علي السلطة"، وتم ضبط كافة الوثائق التي تتضمن نيتها هذه في قضية ميليشيات الأزهر، وكانت بحوزة نائب المرشد خيرت الشاطر من بينها وثيقه بعنوان الخطة من عام 2000 إلى عام 2012.
الرئيس المخلوع محمد مرسي وقيادي الإخوان خيرت الشاطر
ويتابع المسؤول الأمني المصري بأنه وبعد الإطاحة بحكم الإخوان في العام 2013، وخروجهم من المشهد، جرى مرور 11 عاما أخرى للوصول للعام الحالي الذي يريد الإخوان فيه الوصول مجددا للمشهد وإعادة إحياء وجودهم، متوقعا وفق هذا السيناريو تصعيد إخواني العام الجاري، ومؤكدا أن دعواتهم لمظاهرات الجمعة 12 يوليو كانت "بروفة" وجس نبض لمدى استجابة الشارع المصري ومعرفة يقظة وتعامل الدولة وأجهزتها مع هذه المسيرات.