تسببت هجمات الحوثيين على الملاحة في المياه الدولية بالكثير من الاضطراب في المنطقة، كما أنها تطرح تحديات عسكرية تحاول الولايات المتحدة مواجهتها.
منذ أكثر من أسبوعين، قالت مصادر خاصة بـ"العربية" و"الحدث" في العاصمة الأميركية، إن البنتاغون بدأ البحث في خطة جديدة في البحر الأحمر وخليج عدن، ومن ضمن البحث، تعديل المهمة والتخلي عن مهمة إضعاف القدرات الحوثية، والاكتفاء بالدفاع عن السفن المبحرة في المياه الدولية.
منذ أيام أعلن البنتاغون عن مغادرة حاملة الطائرات آيزنهاور منطقة العمليات على أن تترك حاملة الطائرات ترومان منطقة عمليات المحيط الهادئ باتجاه منطقة عمليات القيادة المركزية.
ملء الفراغ
مسؤول كبير أميركي تحدث إلى "العربية" و"الحدث"، وأكد أن الولايات المتحدة ستعتمد خلال هذه المرحلة على القوات المشتركة، وهو يعني بذلك مختلف القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، وأحياناً قوات شريكة وحليفة تعمل من ضمن منطقة القيادة المركزية.
يؤكد المسؤولون الدفاعيون الأميركيون أن لديهم في منطقة الشرق الأوسط أسرابا من الطائرات المقاتلة المنتشرة في قواعد برية قريبة من اليمن، وتستطيع القيام بالمهمة في غياب الحاملة والطائرات التي تنطلق منها، وقال أحد المسؤولين إن القوات الأميركية قادرة من خلال هذه القوات الجوية على متابعة ضرب القدرات الحوثية.
إتعاب الأميركيين
المشكلة التي يواجهها الأميركيون في مواجهة الهجمات الحوثية متعددة الأوجه، وأولها أن الأميركيين ينشرون 60% من قواتهم في منطقة عمليات المحيط الهادئ وهي مهمة مخصصة لمواجهة مخاطر الصين وكوريا الشمالية، وتقديراتهم أن هذه المنطقة تحظى بالأولوية وليس الشرق الأوسط والقيادة المركزية، وفي كل مرة يضطرون فيها لنشر حاملة طائرات في الشرق الأوسط، فإنهم يتركون المنطقة الأهم استراتيجياً، من أجل منطقة بدأت تسبب لهم نوعاً من الاستنزاف، أو أقله "الإتعاب".
المسألة الثانية التي يحاول الأميركيون حلاً لها هي ضعف مشاركة الدول الإقليمية في صد هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية وإضعاف قواتهم.
هذه المسألة تضع ثقلاً إضافياً على الأميركيين، لأنهم لا يرون حلولاً قريبة لها، وعدد كبير من الدول إما غير قادر على المشاركة، أو لا يرغب في ذلك، ويريد ترك المهمة للأميركيين والبريطانيين.
في بعض الأحيان يتبرّم الأميركيون من أن بعض الدول لا يسمح للطائرات الأميركية بالتحليق في أجوائه، وهذا ما يجبر الطائرات والمسيرات الأميركية على التحليق لوقت أطول، وعبور مسالك جوية مختلفة للوصول إلى أهدافها.
تجارب وخطط جديدة
مسؤول أميركي كبير أكد لـ"العربية" و"الحدث" أن هذه مسألة المشاركة الإقليمية لم تشهد أي تغيير خلال الأسابيع الماضية.
في ظل هذا الوضع، يضطر الأميركيون خلال الأيام الحالية، أي بين حاملتي طائرات، إلى تجربة أساليب جديدة للتعامل مع التهديدات الحوثية، وربما يتعلّمون الكثير قبل أن يطلبوا من الحاملة ترومان العودة إلى الولايات المتحدة أو المحيط الهادئ، كما أنهم يأملون بإقناع الشركاء الإقليميين بزيادة مشاركتهم.
يفهم الأميركيون الآن أكثر من أي وقت سابق الخطأ الذي ارتكبوه منذ سيطر الحوثيون على صنعاء وسمحوا للمساعدات العسكرية الإيرانية بالوصول إلى الحوثيين.
التهريب مستمر
يقول مسؤول كبير تحدث إلى "العربية" و"الحدث" إن تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين مستمر، وهذا ما أشار إليه جون كيربي خلال اتصال هاتفي مع الصحافيين الأسبوع الماضي.
يوضح المسؤول الأميركي خلال حديثه مع "العربية" و"الحدث"، أن عمليات التهريب مستمرة على رغم انتشار أعداد كبيرة من السفن الأميركية والحليفة في البحر الأحمر وخليج عدن، وأرجع ذلك إلى كثرة الزوارق الصغيرة التي تستعمل المنطقة، وأشار إلى أنه من الصعب ضبط هذه الحركة، واكتشاف شحنات الأسلحة الإيرانية، خصوصاً عندما تكون صغيرة الحجم.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الأميركيون أن كميات الأسلحة التي سيطر عليها الحوثيون أو تلقوها خلال السنوات الماضية تعتبر ضخمة وهذا ما سيجعل مشكلة الحوثيين وهجماتهم على الملاحة الدولية وتهديد الأمن الإقليمي مشكلة كبيرة وربما لأمد طويل.
مشكلة اليمن
لا شيء يفيد في هذا الوقت إلى تراجع الحدة في أزمة اليمن، فالموفد الأميركي الخاص باليمن تيم ليندركينغ توجه إلى المنطقة منذ يومين.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن ليندركينغ سيجتمع مع نظرائه لمناقشة خطوات منع التصعيد ومساعدة الشعب اليمني وأضاف أن "الولايات المتحدة تدعم حلاً سلمياً في اليمن ويكون مستديماً وشاملاً".