جاءت زيارة السفير السعودي في العراق عبد العزيز الشمري، إلى محافظة كربلاء، 13 مايو الجاري، وسط ترحيب رسمي وشعبي واسعين، كونها الزيارة الأولى التي يقوم بها سفير سعودي إلى المحافظة التي تضم مرقد الإمام الحسين بن علي وأخيه أبي الفضل العباس، والتي تعتبر مقصداً يأتي إليها سنوياً ملايين الزوار.
السفير الشمري كان في استقباله محافظ كربلاء المهندس نصيف الخطابي، وأعضاء مجلس المحافظة، حيث اجتمع بهم الشمري، الذي أشاد بالمدينة وتفاصيلها، في فيديو نشرته له العديد من المواقع الإخبارية العراقية، أكد فيه السفير حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز العلاقات مع الجمهورية العراقية.
المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت" تفيد بأن الزيارة تم الترتيب لها منذ أسابيع مضت، وأن الجهات العراقية عندما تم مفاتحتها بموضوع الزيارة أبدت ترحيباً كبيراً، ليس من المؤسسات الرسمية في "المحافظة" وحسب، بل حتى من قبلِ المسؤولين عن "العتبة الحسينية" في كربلاء، فضلاً عن "المرجعية الدينية" التي رحبت بقدومِ السفير السعودي، وأكدت على أهمية أن تتم الزيارة في أسرع وقت وعلى أكمل وجه.
مصدر خاص قريب من أوساط "المرجعية الدينية"، تواصلت معه "العربية.نت"، قال إن "الزيارة أشاعت أجواء إيجابية واسعة، وأنها خطوة في سياق الانفتاح الذي تمارسه المملكة العربية السعودية على مختلف العراقيين، وتساهم من خلاله في تقريب وجهات النظر". في ذات السياق أكد المصدر أن "المرجعية الدينية تتمنى أن تكون العلاقات بين العراق والسعودية أفضل مما كانت عليه في السابق، لأن العقول التي تدير المشهد السياسي هي عقول ناضجة وتعمل من أجل مصلحة المنطقة".
من جهة أخرى، اعتبر مصدر واكب الزيارة منذ الإعداد لها، أن "العلاقات المتطورة بين السعودية والعراق، تحرج المتطرفين، وتضعف حجتهم، وتساهم في التقليل من تأثير الأصوات الطائفية والتي لا تريد للعلاقات بين البلدين أن تتقدم"، معرباً عن أمله في أن "تتبع هذه الزيارة خطوات عملية أخرى في المستقبل".
السفير عبد العزيز الشمري، جاءت زيارته إلى كربلاء، بعد أن أعلنت أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية في 26 إبريل الماضي، عن تسيير رحلات جوية مباشرة من مدينة الدمام شرق المملكة إلى مدينة النجف العراقية بدء من الأول من يونيو.
المعلومات التي حصلت عليها "العربية.نت" تشير إلى أنه من المرجح أن يكون السفير السعودي عبد العزيز الشمري، في مقدمة مستقبلي أولى رحلات الطيران القادمة من الدمام إلى النجف، والتي من المتوقع أن تحمل مجموعة من الزوار السعوديين.
النجف هي الأخرى لها مكانتها الروحية الخاصة، فهي مقر "الحوزة العلمية" وتضم مرقد الإمام علي بن أبي طالب، وعدداً من المراكز التراثية والثقافية والعلمية – الفقهية؛ وستكون لزيارة السفير الشمري لها – حال وقوعها – دلالة خاصة، قد تفتح المجال مستقبلاً لوجود قنصلية سعودية ترعى مصالح المواطنين القادمين إلى النجف.
خطوات سعودية تأتي ضمن سياق "الدبلوماسية العامة"، التي تعزز العلاقات الشعبية، الدينية والثقافية والسياحية، وتدفع نحو فتح مجالات تعاونٍ اقتصادي مستقبلي، إضافة لكونها تبعث برسائل سياسية تؤكد على مكانة العلاقات السعودية – العراقية كحجر زاوية في الأمن الإقليمي وتنمية دول الخليج العربي.