اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء أن إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم الأساسيين لدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة هو أمر "غير مقبول".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار للصحافيين "يجب على المعبرين اللذين تمّ إغلاقهما أن يفتحا، من غير المقبول أن يتم إغلاقهما"، مشيرة الى أنه من المتوقع أن يعاد فتح كرم أبو سالم الأربعاء.
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أن جيشها سيطر على معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن أغلقت في وقت سابق معبر كرم أبو سالم بينها وبين القطاع بعد إعلان حماس إطلاق صواريخ على موقع عسكري قربه الأحد، ما أدى لمقتل 4 جنود إسر ائيليين، نقلا عن فرانس برس.
وبإغلاق معبر رفح ممر المساعدات الرئيسي، صار قطاع غزة على شفا مجاعة.
واتهمت حماس، إسرائيل بمحاولة إعاقة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 7 أشهر التي دمرت قطاع غزة وشردت مئات الآلاف من سكانه ودفعتهم إلى براثن الجوع.
وأظهرت لقطات بثها الجيش الإسرائيلي دبابات عند معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح "خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية".
وذكر سكان أن قصفا عنيفا بالدبابات وقع مساء اليوم الثلاثاء في بعض مناطق شرق رفح.
وقالت وكالات إغاثة دولية وأخرى تابعة للأمم المتحدة إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى جنوب قطاع غزة، أوقف فعليا دخول المساعدات الخارجية إلى القطاع الفلسطيني الذي لا يوجد به الآن سوى مخزون ضئيل.
وأفادت مصادر في الهلال الأحمر في مصر أن المساعدات لغزة توقفت تماما.
وبالإضافة إلى كونه نقطة دخول رئيسية للمساعدات، كان معبر رفح نقطة الخروج الوحيدة لمن يحتاجون إلى مغادرة غزة لتلقي العلاج.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الرغم من الدعوات المستمرة منذ أسابيع من جانب الولايات المتحدة ودول وهيئات أخرى إلى إسرائيل بالامتناع عن شن هجوم كبير في المنطقة التي تقول إسرائيل إنها آخر معقل لمقاتلي حماس. ويوجد في رفح ما يربو على مليون مدني فلسطيني نازح.
وتتكدس الأسر في مخيمات وملاجئ مؤقتة في ظل نقص الغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عملية محدودة في رفح بهدف القضاء على المسلحين وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها حركة حماس التي تدير القطاع.
وفي جنيف، أكد ينس لايركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن "الذعر واليأس" يسيطران على المواطنين في رفح.
وأضاف أن القانون الدولي يشترط منح الناس الوقت الكافي للاستعداد للإخلاء مع وجود ممر آمن يوصلهم لمنطقة آمنة تصل إليها المساعدات.
وذكر أن المنطقة التي سُمح للنازحين من رفح بالذهاب إليها "مليئة بذخائر لم تنفجر بعد وقنابل كبيرة ملقاة في الشوارع. إنها
ليست آمنة".
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 34789 فلسطينيا قتلوا ومعظمهم من المدنيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر.