مع تزايد تأثير التكنولوجيا في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا في تحدٍ يتعلق بالتشتت بين العالم الرقمي وأبسط مهامنا اليومية، وفي ضوء هذا التحدي، يستعد المركز العالمي (إثراء) لاستضافة ما يقارب نحو 70 متحدثًا في الظهران شرق السعودية، في إطار مبادرته الأهم، قمة "سينك" للاتزان الرقمي لهذا العام، التي تأتي في موسمها الثاني وتركز على "السعي وراء الحقيقة الرقمية".
ستأخذنا هذه القمة في رحلة ملهمة إلى ما وراء مستقبل التقنية، حيث سنبحث في العلاقة المتناقضة بين التكنولوجيا والأفراد، وستعمل على استغلال هذه العلاقة بما يعود بالنفع العام على العديد من القطاعات، وستتناول في حواراتها حلولًا مبتكرة تساهم في صنع نمط جديد للاتزان الرقمي، بعيدًا عن الهيمنة الرقمية التي تسيطر على مجتمعنا.
التقنيات الرقمية
رئيسة برنامج الاتزان الرقمي (سينك) وضحى النفجان تحدثت لـ"العربية.نت" عن أهمية هذه القمة للأفراد وسر حرص إثراء على إطلاق هذه المبادرات النوعية قائلة: تنطلق أعمال القمة لهذا العام بشعار "مواجهة المتناقضات الرقمية"؛ والتي من خلاله ننتقل إلى رحلة لما وراء مستقبل التقنيات الرقمية، علما أن الهدف من القمة الوصول إلى حلول ومقترحات تتناسب مع تعدد وتنوع الاستخدام الرقمي، من دون إفراط بما يحقق مفهوم التقنين عبر استخدامات إيجابية توفر الوقت والجهد، كما تتبلور أهمية قمة الاتزان الرقمي سينك من منطلق دور إثراء في نشر المعرفة وخلق بيئة واعية وواعدة، وذلك للوقوف على عالمنا الرقمي بهدف إيجاد عالم نتحكم به داخل عالم الحياة الرقمية".
أبرز الإحصائيات
وأضافت: عبر استطلاع شمل 35 ألف شخص مع أكثر من 30 دولة، تبين أن مواقع التواصل الاجتماعي صممت لتكون مسببة للإدمان، كما أن أكثر من النصف تعرضوا لمحتوى مؤذٍ أونلاين (النسبة: 53%). 23% تعرضوا للتنمر أونلاين. 51% ارتفعت لديهم مستويات القلق بسبب ذلك.
35 % من الناس يظنون أن استخدامهم للتكنولوجيا الرقمية تحسّن في السنة الماضية. فقط 5% يظنون أنه ازداد سوءًا، كما ستمكن عبر التعرف على سياسات جديدة تقود إلى تغيير نمط الحياة لتصبح أكثر استدامة، مما يبني علاقة صحية مع كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تبادل المعرفة البحثية لمختلف الثقافات.
الخطوات المستقبلية لقمة "سينك"
وتابعت حديثها: "يستمر فريق سينك بإجراء المزيد من الأبحاث التي تدعم تفكيك مفهوم التفاعل المعقد القائم بين المساعي الإنسانية والتقنية، بهدف الانحياز للإنسان مما يساعد على تحديد مدى قدراتنا على التفاعل مع الأدوات الرقمية، علما أن طريقة تفكيرنا هي المساعد الأول للوصول إلى الهدف، كما ستمكن القمة المشاركين عبر التعرف على سياسات جديدة تقود إلى تغيير نمط الحياة لتصبح أكثر استدامة، مما يبني علاقة صحية مع كافة وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال تبادل المعرفة البحثية لمختلف الثقافات".
أبرز مواضيع القمة
وختمت حديثها: "جدول أعمال القمة الذي ينفذه مفكرون كبار ومختصون من حول العالم، يكشف عن ماهية العلاقة بين المجتمع البشري والقطاع التقني، كما تبحث القمة كيفية تحقيق نتائج إيجابية ملموسة ناجمة عن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا. من دون التفوق على حساب العنصر البشري".