للمرة الأولى منذ انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في خان يونس جنوبي قطاع غزة، يدرس الجيش الإسرائيلي بدائل عن اجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحينز.
لكنه يصر على القيام بعمليات مركّزة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) المحاذي للحدود بين القطاع ومصر، بذريعة التصدي لعمليات تهريب السلاح عبر الحدود مع مصر، على حد زعمه.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الأجهزة الأمنية تبحث بدائل، لعملية واسعة النطاق في رفح، إذا لم تتم هذه العملية.
وأضافت الإذاعة أن الأجهزة الأمنية ترى أنه في كل الأحوال يجب تنفيذ عملية محددة الهدف على «محور فيلاديلفيا» على الحدود بين غزة ومصر، لقطع طرق التهريب أمام حركة «حماس».
ونقلت الإذاعة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، أن تل أبيب ستكون مستعدة للنظر بشكل إيجابي في انسحاب كامل من محور نيتساريم، الذي جعله الجيش الإسرائيلي فاصلاً بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
ونقلت «يديعوت أحرونوت»، أمس عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن الجيش الإسرائيلي سرّح جزءاً من قوات الاحتياط، التي كانت ستشارك في الهجوم على «آخر معاقل حماس» جنوب القطاع.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التقديرات بأن قرار الشروع بعملية عسكرية في رفح يعتمد الآن على نجاح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق، في حين يوضح كبار المسؤولين الإسرائيليين مراراً وتكراراً، أنه على الرغم من المعارضة الدولية للعملية العسكرية المخطط لها، فإن قضية اجتياح رفح مسألة وقت.
وحسب مراقبين، فإن هذه الخطوة قد تحدث بعد اتفاق التهدئة، الذي ستسمح إسرائيل بموجبه للنازحين في رفح ويزيد عددهم على مليون ونصف المليون بالعودة إلى منازلهم أو إلى خيام قرب منازلهم في مدينة غزة والشمال، وهو الأمر الذي يجعل اقتحام جزء من رفح أقل تكلفة سياسياً على إسرائيل.
وتتجه الأنظار إلى العاصمة المصرية القاهرة التي يصل إليها رد حركة «حماس» على مقترح التهدئة وسط توقعات إيجابية.
وأفاد مصدر مصري رفيع المستوى بإحراز تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة، وسط اتصالات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف.
وتجري القاهرة اتصالات مكثفة تستهدف الاتفاق على «هدنة»، يتم خلالها تنفيذ صفقة لـ«تبادل الأسرى»، مجددة التحذير من تداعيات تنفيذ عملية عسكرية واسعة في رفح.
وعقد مسؤولون مصريون على مستويات عدة لقاءات عدّها خبراء محاولة لحشد موقف دولي يدعم جهود حلحلة الصراع القائم في غزة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مسؤول في حركة «حماس»، أن الحركة ستُسلم ردها بشكل واضح خلال فترة قريبة جداً، وأضاف أن الحركة ما زالت تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
واجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي أمس لبحث الصفقة المحتملة بشأن الهدنة وتبادل الأسرى، وكذلك العملية العسكرية التي تهدد تل أبيب بتنفيذها في رفح، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي إسرائيلي.
وقال النائب بالكنيست عن حزب «الوحدة الوطنية» ماتان كهانا، لإذاعة الجيش، لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، دون مزيد من التفاصيل.
في غضون ذلك، أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمس، محور أيالون الحيوي الذي يربط مدن تل أبيب الكبرى، وطالبت بإبرام صفقة للإفراج عن أبنائها، واعتبرت أن اجتياح رفح يعني التخلي عن حياة الأسرى.
في الأثناء، طالب 57 من الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، باتخاذ كل إجراء ممكن لثني حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شن هجوم شامل على رفح.
ووفقاً لقناة «الحرة» الأمريكية، فإن الديمقراطيين وقعوا على رسالة لإدارة بايدن جاء فيها، «نحثكم على تفعيل القوانين والسياسة القائمة للحجب الفوري لبعض المساعدات العسكرية الهجومية للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المساعدات الواردة في تشريع تمت المصادقة عليه بالفعل، لمنع هجوم واسع النطاق على رفح».
وكانت عضو مجلس النواب الأمريكي ورئيسته السابقة نانسي بيلوسي، قد وقعت على رسالة موجهة من عشرات الديمقراطيين في الكونجرس إلى الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، يطالبون فيها بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.