على وقع ترقب دولي لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل حول هدنة في قطاع غزة بعد المقترح المصري، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تل أبيب بجدول زاخم بالتطورات، لإجراء محادثات مع القادة.
هدنة ومساعدات ومنع تصادم
فقد هبط الوزير الأميركي مطار بن غوريون الإسرائيلي، بينما تظاهر المئات مغلقين الطرقات أمام مقر قيادة كيريا العسكري في تل أبيب مطالبين بالإفراج عن الأسرى التي تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، لنقاش مقترح مصر حول الهدنة في غزة قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات.
فيما يأتي اللقاء في حين جددت واشنطن تأكيد التزامها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار فوري يضمن إطلاق سراح الأسرى ويسمح باتخاذ خطوات إضافية لزيادة المساعدات.
كما يتزامن مع إعلان الولايات المتحدة أنها لم تر خطة إسرائيلية ذات مصداقية لشن عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة من شأنها أن تعالج مخاوفها، وهي نقطة خلاف عالقة منذ أسابيع بين الحليفين، خصوصا وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أعلن في وقت سابق من الثلاثاء، بالمضي قدما في العملية على الرغم من القلق الدولي بشأن مصير أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المدينة.
رغبة إسرائيل وحماس في الظهور كمنتصر عقبة أمام "هدنة غزة"
كذلك، على بلينكين كبير الدبلوماسيين الأميركيين، أن يناقش مع الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، ملف المساعدات، خصوصا بعدما أعلن أن الرصيف البحري قبالة غزة سيكون جاهزا بعد أسبوع من الآن. وأعلن أنه ليس فقط الغذاء، بل الأدوية والإمدادات الحيوية الأخرى يجب أن تصل إلى سكان غزة.
أيضاً سيبحث بلينكن مع القادةة الإسرائيليين آلية لمنع التصادم تكون فعالة وناجحة ومستمرة، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي لا تتوقف منذ أشهر على قطاع غزة المحاصر والتي يذهب ضحيتها مدنيون، بينما تؤكد إسرائيل أن هدفها ناص حماس.
إشارات سلبية
يشار إلى أن وصول وزير الخارجية الأميركي تزامن مع إعلان هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول قوله إن هناك إشارات سلبية من حماس بشأن مقترح الرهائن لغياب ضمانات وقف النار.
كما أضاف الثلاثاء أن "الإشارات السلبية من حماس تعني أن لا اتفاق بالأفق".
وكانت القاهرة شهدت، الاثنين، بعد أشهر من المناقشات غير المثمرة، اجتماعاً بين ممثلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولايات المتحدة في مفاوضات التهدئة، ووفد من حماس التي يُنتظر ردها على المقترح الذي تم التفاوض عليه مع إسرائيل.
ثم غادر وفد حماس مصر عائداً إلى قطر "للتشاور والرد بأسرع وقت ممكن"، على ما أفاد مصدر في الحركة لفرانس برس.
يذكر أن المفاوضين كانوا توصلوا في نوفمبر الماضي إلى اتفاق أدى إلى إطلاق نحو 100 أسير إسرائيلي من الذين احتجزتهم حماس في القطاع يوم السابع من أكتوبر الفائت، مقابل إطلاق أكثر من 400 أسير فلسطيني.
بينما لا يزال ما يقارب 130 إسرائيلياً محتجزين في غزة، يعتقد أن 34 منهم توفوا على الأرجح، وفقاً لتقديرات مسؤولين إسرائيليين.