تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الإنجاز الأخير الذي حققته المملكة لأول مرة، حيث مثل الناتج المحلي غير النفطي الحالي للمملكة أكثر من 50% من الناتج المحلي في 2023.
وجاء ذلك خلال مشاركة سموه يوم أمس الأحد، في جلسة حوارية خاصة ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض بحضور عدد من قادة القطاعين الحكومي والخاص وعدد من الأكاديميين وممثلي المنظمات الدولية من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشت الجلسة الخاصة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة التي تواجه العالم، وجهود المملكة في تعزيز التعاون الدولي والعمل كمحرك للنمو في إطار دورها كمركز اقتصادي عالمي في منطقة الشرق الأوسط التي تعد ركناً أساسياً في منظومة التبادل التجاري العالمي.
وفي التفاصيل، أكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة أدركت مبكرا أهمية التعاون الدولي والنمو والطاقة، وعملت على تعزيز الشراكة والتكامل، مشددا على الدور الريادي للمملكة في إحداث تأثير عالمي في النمو والطاقة.
وأضاف بن سلمان خلال الجلسة أن "المملكة لعبت دورا كبيرًا ومحوريا في القضايا الدولية من خلال تكريسها كافة الجهود لبناء منظومة عالمية أقوى وأكثر متانة واستدامة، بالتوازي مع ما تشهده من تحول اقتصادي واجتماعي كبير"، أنها "ستواصل دورها في إحداث تأثير عالمي دائم، انطلاقا من ريادتها تجاه القضايا الدولية المشتركة".
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن "المملكة تعمل مع شركائها الدوليين في إطار تعزيز الابتكار والتكامل التجاري وأمن الطاقة، وذلك بهدف الوصول إلى اقتصاد عالمي متماسك"، لافتا إلى تقديم المملكة للدعم المباشر والاستثمارات التنموية، بهدف تشجيع الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم.
وقال الأمير محمد بن سلمان: "يحمل الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي أهدافا عديدة عملت المملكة على تحقيقها في قطاعات الحياة المختلفة بالشراكة مع المجتمع الدولي".
وبين أن "المملكة باتت اليوم مصدرا للفرص، وحاضنة للابتكار"، مشددا على "التزام السعودية بتوسيع نطاق التعاون الدولي مع شركائها الدوليين بهدف تعزيز التنمية الشاملة للجميع، وتحقيق المرونة الاقتصادية المتكاملة، والعمل كقوة داعمة للاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة والعالم على المدى الطويل".
وتطرق بن سلمان إلى مسألة البيئة الجيوسياسية المتقلبة السائدة حاليا، مؤكدا أن "أهم عامل لتحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي يتمثل في الاستفادة من كل الفرص وإيلاء الأولوية للشراكات التعاونية مع الشركاء الإقليميين والعالميين"
وخلال الجلسة، سبط ولي العهد الضوء على إنجازات المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، موضحا أن السعودية تواصل خلق الفرص الاستثمارية التحويلية في القطاعات الناشئة في مختلف مفاصل اقتصادها المتطور.
وناقش حزمة الإصلاحات الشاملة التي نفذتها المملكة على مدار السنوات الثمان الماضية بهدف تمكين منشآت القطاع الخاص من المساهمة في مسيرة التقدم المستمرة، مشيرا إلى نمو صندوق الاستثمارات العامة وخططه الهادفة إلى التحوّل إلى صندوق سيادي تقدّر ثروته بتريليونات الدولارات.
وتحدث الأمير محمد بن سلمان عن الإنجاز الأخير الذي حققته المملكة، ولأول مرة، حيث مثل إجمالي الناتج المحلي غير النفطي الحالي للمملكة أكثر من 50% من إجمالي الناتج المحلي في العام 2023، مشددا على أهمية ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير، بالنظر إلى دورها الكبير في تمكين الشركات الوطنية الرائدة، بما في ذلك "أكوا باور" و"سير" و"آلات"، من مواصلة مسيرة النمو.
ولفت إلى أن مجالات البحث والتطوير تشكل ركيزة أساسية تتيح لهذه الشركات توظيف التقنيات الناشئة ضمن نماذج أعمالها وتعزيز النمو في هذا القطاع المهم بالمملكة، مبينا أن هذه الجهود ساهمت في تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة بمعدل أسرع بثلاث مرات من معدل النمو العالمي.
كما تطرق في حديثه إلى تأثير رؤية السعودية 2030 على كافة جوانب الحياة في المملكة، والتي أثمرت عن بناء مجتمع حيوي، لافتا إلى التحسينات الكبيرة التي طرأت على جودة الحياة والتطور الاجتماعي، إذ تضاعفت مشاركة المرأة في القوى العاملة منذ عام 2016.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان أن رؤية السعودية 2030 عبارة عن مسيرة، وليست وجهة نهائية، وأن منجزات المملكة الحالية ليست سوى طور البداية، وينبغي فعل المزيد، مما سيولد فرصاً عديدة للتعاون والنمو والتطوير مع مختلف الشركاء الدوليين.
المصدر: "واس"