أطلق شاب مصري مبادرة للم شمل معلمين مصريين بطلابهم اليمنيين بعد مرور سنوات طوال على عودة الأساتذة لمصر.
وقال صاحب المبادرة أمير صلاح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إنه ولد وعاش قرابة الـ17 عاماً في محافظة تعز باليمن، ودفعته ظروف الحرب باليمن للعودة إلى مصر، لكنه لم ينس "الشعب اليمني الطيب" فخطرت له فكرة هذه المبادرة، وقد بدأ بقصة والده الذي أمضى من عمره 24 عاماً يعمل معلماً ومحفظاً للقرآن الكريم في اليمن.
بعدها، توالت لقاءاته مع المعلمين المصريين ممن عملوا في اليمن، وأصبح لمبادرته صدى كبير وواسع. وعن هذا الموضوع قال صلاح: "فوجئت بالنجاح الكبير للمبادرة والذي لم أتوقعه أبداً، وشجعني ذلك للمضي فيها والبحث أكثر وأكثر. كما بدأ متابعي المبادرة من اليمنيين بالتواصل معي لمساعدتهم في البحث عن معلميهم المصريين".
وأضاف صلاح: "طفت مصر من شرقها لغربها ومن شمالها إلى جنوبها بحثاً عن المعلمين المصريين ممن عملوا في اليمن، حتى أنني وصلت إلى أقصى حدود مصر مع ليبيا غرباً، وحدود مصر مع السودان جنوباً، ولم يتبق لي غير 3 محافظات فقط للانتهاء من البحث في جميع المحافظات المصرية".
مبادرة أمير صلاح دفعته للتواصل مع آلاف المعلمين المصريين من جميع المحافظات المصرية، ووصل إلى أكثر من 2000 معلم مصري ممن عملوا في اليمن في فترات مختلفة بدءاً من فترة الستينات والسبعينات وحتى بداية الحرب الأخيرة في اليمن.
وأكد صلاح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن كثيرا من الطلاب اليمنيين ممن تتلمذوا على يد أساتذة مصريين أصبحوا الآن قادة، فمنهم من أصبح قاضياً ومنهم من أصبح وزيراً أو طياراً أو لواءً في الجيش اليمني، ومنهم من أصبحوا نواباً في مجلس النواب اليمني.
وتابع: "تواصل معي بعد نجاح المبادرة عدد من الوزراء اليمنيين حيث طلبوا مني البحث عن معلميهم المصريين ممن انقطعت أخبارهم وهم يودون رد الجميل و العرفان لمعلميهم".
وأضاف: "عدد من النواب اليمنيين تواصلوا معي وأمدوني بعناوين معلميهم المصريين حيث كان تبادل الرسائل البريدية قديماً يتضمن العنوان، وطلبوا مني البحث عن هؤلاء المعلمين الذين يكنون لهم كل مشاعر الامتنان والعرفان".
ومن المشاهد المؤثرة التي تعرض لها صاحب المبادرة، قيام عدد من الشخصيات اليمنية بزيارة مصر قادمين من عدة دول خليجية وأوروبية خصيصاً لزيارة قبور معلميهم المصريين ممن توفاهم الله، ومشهد آخر لأحد الشخصيات اليمنية الذي جاء إلى مصر لمدة يوم واحد فقط قادماً من الولايات المتحدة الأميركية ليزور معلمه المصري ويقبّل يده.
وعن علاقته باليمن يقول صلاح: "اليمن جزء لا يتجزأ من حياتي الشخصية وحياتي العلمية والعملية، وأحب الشعب اليمني من كل قلبي وقمت بهذه المبادرة لوجه الله تعالى".
ورغم كل هذا النجاح وهذه القصص والمشاهد المؤثرة، إلا أن أمير صلاح يعتبر أن هذه مجرد البداية فقط لمبادرته، وأن كل من جمع شملهم من طلاب ومعلمين ما هو إلا قطرة ماء وسط نهر جارٍ، حيث لا يزال هناك الآلاف والآلاف من المصريين الذين عملوا في مهمة التدريس في اليمن.