عقب مرور نحو أسبوعين على احتجازها في مضيق هرمز وجرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية، بدأت طهران تعمل على إطلاق سراح طاقم سفينة "أريس" التابعة لشركة إم.إس.سي.
فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمیر عبد اللهیان، أن أفراد طاقم السفينة المحتجزة، والتي ترفع علم البرتغال والمرتبطة بإسرائيل، تمكنوا من التواصل مع قنصليات بلادهم ومن المتوقع إطلاق سراحهم، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
وقال عبد اللهيان لنظيره البرتغالي باولو رانجيل خلال اتصال هاتفي "إن بلاده تهتم بالموضوع الإنساني المتمثل في إطلاق سراح طاقم السفينة".
كما أضاف أنه سيتم تسليم أفراد الطاقم إلى سفرائهم في طهران، إلا أنه لم يحدد موعدا لإطلاق سراحهم.
مرتبطة بإسرائيل
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت سابقا أن احتجاز "أريس" جاء بسبب "انتهاك القوانين البحرية"، ولكونها مرتبطة بإسرائيل بلا شك.
وتستأجر إم.إس.سي السفينة أريس من جورتال شيبنج، وهي شركة تابعة لزودياك ماريتايم التي يملك رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر حصة فيها.
بعد أيام على ضرب القنصلية
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني كان احتجز سفينة الحاويات هذه وعلى متنها طاقم من 25 فردا في مضيق هرمز في 13 أبريل، بعد أيام من توعد طهران بالرد على ضرب إسرائيل لقنصليتها في دمشق، وسط تصاعد التوترات في المنطقة منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتزايد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
فمنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر على الحرب في غزة، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب، بالمسيّرات والصواريخ، بحسب ما أعلن زعيم الجماعة اليمنية عبدالملك الحوثي، زاعما أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانيها.
كما أشار الحوثي إلى أن تلك الضربات ستتوسع في المحيط الهندي أيضا.
وأجبرت تلك الهجمات الشركات التجارية على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.
كما أدت إلى غرق سفينة شحن تحمل اسم "روبيمار"، كانت محملة بمواد خطرة. وأسفرت إحدى الهجمات كذلك عن مقتل 3 بحارة جراء قصف صاروخي لسفينة ترو كونفيدنس، التي كانت ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان.
كذلك، أذكت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد ضرب إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الحالي، ورد طهران على هذا الهجوم بإطلاق أكثر من 300 مسيرة وصاروخ نحو الداخل الإسرائيلي، ومن ثم ضرب إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية في أصفهان.