غار ضيق بارتفاع هائل يصل لأكثر من 600 متر، كان مقراً للنبي محمد في عزلة تامة تفصله عن مجتمع مكة الصاخب قبيل أن يهتف جبريل عليه السلام للنبي بصوت الدين الجديد.
ويمثل غار "حراء" بالجبل الشهير الشبيه بالقلنسوة أوسنام الجمل، واحداً من أهم المرتفعات ذات الدلالات الدينية في العالم، على بعد 4 كلم في الشمال الشرقي عن الكعبة المشرفة.
ويطل الغار بفتحته الصغيرة على وديان مكة، ويشاهد منه الكعبة منذ ذلك التاريخ، ورغم أن التاريخ ماقبل النبي محمد لم يذكر فيه أي رمزية للجبل سوى مشهده المثير في جزئه العلوي.
ولم تذكر المصادر التاريخية، كيف اختار النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الغار، أو كيف تم اكتشافه، خصوصاً وقوعه على ارتفاع كبير، والذي يحتاج الصعود إليه أكثر من ثلاث ساعات متواصلة، وبعضها يحتاج لجهد القفز فوق الصخور قبل أن يتم تجهيز بعضها للصعود.
غار حراء
1450 عاماً
ومنذ أن صعد النبي لهذا الغار قبل نحو 1450 عاماً، وتحديدًا في رمضان، ليصبح موقعا يأمه الناس من أمته لتتبع نهجه وخطواته في مكة، وتشير بعض المراجع أن النبي محمد كان يصعد للجبل شهراً كاملاً يقضي أياماً، ويعود للتزود بالماء والطعام من بيت زوجته خديجة، ليعاود الخلوة في ذلك المكان الشاهق، ويكرر هذه الخلوة من كل عام، وثبت في المراجع الدينية أن أول أية نزلت في شهر رمضان في سنة الخلوة الأخيرة قبل بعث النبي.
وفي السيرة النبوية، كان لتعامل النبي مع الجبال في خمسة مواقع، أحدها الخلوة في غار حراء، والثانية في جبل ثور عندما هاجر للمدينة، فيما يصف جبل أحد لأصحابه أنه يحبنا ونحبه، فيما وصف جبل حمت أو ورقان أنه من جبال الجنة، بالإضافة لجبل أبو قبيس وهو كما تذكر الاحاديث أنه أول جبل وضع في الأرض.
صعود الجبل للوصول إلى الغار
جبل النور
ويحرص زوار مكة أن يشاهدوا غار العزلة أو التعبد في جبل النور كما سمي لاحقاً، بعد أن نزل القرآن الكريم على النبي محمد في أول أية سمعها النبي "إقرأ باسم ربك الذي خلق"
ومن جبل كان موقعاً للخلوة إلى جبل لا يتركه القادمون والزوار على مدار الساعة، فلا يكاد يأتي وقت يكون خالياً منذ مئات السنين وهو يعج بالزوار والمتتبعين لخطواته صلى الله عليه وسلم.