بعد بدء المفاوضات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى تفاصيل اتفاق محتمل يوقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة مع الإفراج عن الأسرى للمرة الأولى منذ أشهر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن رئيس الموساد دافيد برنياع، أجرى مباحثات مع الوسطاء بالدوحة أمس الاثنين وعاد إلى إسرائيل.
مزيد من المشاورات
وأضافت الهيئة أن رئيس الموساد عاد إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات، في حين بقي الوفد المفاوض في الدوحة.
أتى هذا بينما أوضح مسؤول إسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمر بتقليص مرونة فريق التفاوض، فيما يتعلق بعدد السجناء الأمنيين الذي تطالب حماس بالإفراج عنهم إلى العدد الذي ترغب إسرائيل في إطلاق سراحهم، وفقا لصحيفة "ليديعوت أحرونوت".
كما تابع المسؤول أن التفاوض ليس مع حماس في الخارج كونها لا تملك قوة ولا قدرة على اتخاذ القرار، بل فقط مع قائد الحركة يحيى السنوار الموجود في الأنفاق وهذا يجعل العملية صعبة للغاية، وفق كلامه.
ولفت إلى أن المحادثات غير المباشرة في الدوحة ستجرى بصيغة مشابهة لتلك التي جرت في المفاوضات حول صفقة شاليط قبل 13 عاما.
"قدمت تنازلات في غزة".. تبادل الاتهامات بين فتح وحماس
كذلك أكد أن الوفد الإسرائيلي سيبقى في مبنى واحد، في حين سيبقى ممثلو حماس في مبنى آخر، على أن يحاول الوسطاء في قطر سد الفجوات.
وأوضح أن أعضاء الوفدين لن يلتقوا فيما يعرف بـ"محادثات القرب" أو "محادثات البينغ بونغ".
يأتي هذا بعدما بدأت إسرائيل وحماس التفاوض على تفاصيل اتفاق محتمل لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى للمرة الأولى منذ أشهر.
ورغم أن المسؤولين أوضحوا أن الخلافات بين الجانبين لا تزال قائمة، لكن رد حماس الأسبوع الماضي أتاح التقدم من الإطار العام إلى وضع تفاصيل أدق للاتفاق، حسب ما نقل موقع أكسيوس.
وشمل إطار العمل أو المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة، وهي أحد الوسطاء في المفاوضات الجارية منذ أشهر إلى جانب مصر وقطر الإفراج عن 400 أسير فلسطيني، بينهم 15 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، بتهمة قتل إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً.
فيما اشترطت حماس في الرد الذي قدمته الخميس الماضي الإفراج عن 950 أسيراً مسجوناً، بينهم 150 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة.
كما طلبت الحركة بحسب مسؤولين إسرائيليين اختيار أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم خاصة المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، لكن تل أبيب رفضت.
في المقابل، طالب الجانب الإسرائيلي بتسلم قائمة بأسماء المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وترحيل من سيفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين إلى دولة أخرى، لكن حماس ردت بالرفض.
الفجوة الأكبر
أما الفجوة الأكبر فلا تزال تتمثل في طلب حماس انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب مدينة غزة وعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
كذلك تتمثل نقطة الخلاف الأخرى في طلب حماس أن تنطوي المرحلة التالية من الاتفاق، والتي يمكن أن تشمل الإفراج عن جنود إسرائيليين، على وقف دائم لإطلاق النار.
يذكر أن فريق التفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس الموساد دافيد برنياع كان اجتمع أمس الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين بقيادة رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
فيما أكد مصدر مطلع على الجلسة الافتتاحية من المفاوضات بأنها كانت "إيجابية". وقال "الجانبان جاءا ببعض التنازلات والاستعداد للتفاوض".
في حين أوضح مسؤول إسرائيلي كبير أن الجولة الحالية من المحادثات قد تستغرق أسبوعين على الأقل.
كما أكد أنها ستكون "عملية طويلة وصعبة ومعقدة لكننا نريد محاولة التوصل لاتفاق".
تأتي تلك الجولة من المحادثات فيما ترزح كل من إسرائيل وحماس تحت ضغط للتوصل لاتفاق يتم بموجبه تبادل الأسرى بين الطرفين وتبدأ هدنة إنسانية في غزة، حيث قتل ما يزيد على 31 ألف فلسطيني.
يذكر أنه منذ ديسمبر الماضي تعثرت المباحثات بين الجانبين ما حال دون أن تصل إلى صياغة لتفاصيل اتفاق فعلي.
إلا أن الجهود الحالية أحرزت تقدماً طفيفاً الأسبوع الماضي، حين ردت حماس على إطار لاتفاق بشأن تبادل الأسرى، اقترحه الوسطاء الولايات المتحدة وقطر ومصر.