فيما أعلنت حركة حماس أمس الخميس تقديمها تصوراً شاملاً للوسطاء في مصر وقطر للاتفاق مع إسرائيل، كشف مصدر دبلوماسي أن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تأخذ منحى إيجابياً.
وقال المصدر، اليوم الجمعة، إن "جهود الوساطة المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة تتحرك باتجاه إيجابي، لكنها لم تصل إلى مبتغاها بعد"، وفق ما نقلت عنه شبكة "سي إن إن" الأميركية.
أتى ذلك على الرغم من إصدار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، بيانا اليوم، اعتبر فيه ما قال إنها "طموحات حركة حماس" بشأن الأسرى لا تزال غير واقعية، في إشارة منه إلى المقترح الذي قدمته الحركة اليوم.
وكشف عن أن وفدا إسرائيليا سيغادر إلى الدوحة بعد اجتماع مجلس الوزراء لإجراء محادثات حول تبادل المحتجزين بعدما يناقش مجلس الوزراء الأمني موقف الحكومة بشأن هذه المسألة.
وأفاد البيان أيضا بأن نتنياهو وجد مطالب حماس "لا تزال غير معقولة".
إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين رغم ذلك، ألمحوا إلى أن هذا الرد الذي كانوا ينتظرونه منذ أسابيع، قد يشكل علامة تقدم ويمكن أن يسمح بالانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية بشأن صفقة مفصلة بمرحلة لاحقة.
6 أسابيع
أتت هذه التطورات بعدما صرح مسؤول في حماس لفرانس برس اليوم، بأن الحركة قدمت إلى الوسطاء مقترحاً للتهدئة في غزة، يقوم على مرحلتين ويفضي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع. تتضمن المرحلة الأولى بشكل خاص، بحسب المصدر، هدنة لستة أسابيع والإفراج عن 42 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، لقاء إطلاق معتقلين فلسطينيين.
أما الثانية، فيجب أن تفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة والإفراج عن جميع الأسرى لدى الحركة مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين.
700 إلى ألف أسير.. و الانسحاب لاحقاً
يشار إلى أنه بوقت سابق اليوم، أفادت المعلومات أن حماس عرضت على الوسطاء تصوراً لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن مرحلة أولى تشمل "الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 100 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية".
كما لفت اقتراح حماس إلى أن عدد الـ100 أسير فلسطيني الذين يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية سيقابله إطلاق سراح "المجندات النساء"، وفقاً لرويترز.
كذلك، نص المقترح على موافقة حماس على موعد لوقف دائم لإطلاق النار بعد أول تبادل للأسرى.
وذكرت الحركة في مقترحها أن الموعد النهائي للانسحاب الإسرائيلي من غزة سيتفق عليه بعد المرحلة الأولى.
كما أضافت أنه سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين في المرحلة الثانية من الخطة.
جهود الوساطة
يذكر أن وفد حماس كان غادر القاهرة في السابع من مارس الحالي بعد مباحثات استمرت لأيام برعاية قطرية مصرية، من دون تحقيق تقدم. فيما تبادل كل من الجانبين اللوم في توقف المحادثات، وتحميل المسؤوليات.
غير أن المفاوضات عادت واستؤنفت لاحقاً مع الحركة خلف الكواليس.
وتتوسط مصر والولايات المتحدة وقطر في مفاوضات الهدنة منذ يناير الفائت، آملة في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان الذي بدأ في 11 مارس، وتبادل الأسرى بين الطرفين.
علماً أن اتفاقاً سابقاً وحيداً كان أدى أواخر نوفمبر الماضي (2023) إلى وقف القتال لمدة أسبوع، وإطلاق سراح ما يزيد على 100 أسير إسرائيلي، في حين أطلقت إسرائيل سراح نحو 3 أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.