ينذر التصحيح الحاد في أسهم الشركات الصغيرة بتدهور الرغبة في المخاطرة في السوق الهندية الأوسع، والتي أصبح أداؤها الآن ضعيفاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد ارتفاع دام عدة سنوات.
خسر مؤشر للأسهم الصغيرة أكثر من 80 مليار دولار من القيمة السوقية في أقل من أسبوعين بعد أن أشارت السلطات إلى مخاطر الإنهاك ووجهت الأموال للحد من المشتريات. تعمقت عمليات البيع يوم الأربعاء، مع انخفاض مقاييس الأسهم الصغيرة والمتوسطة بأكثر من 4% لكل منها.
نمو اقتصاد الهند 4.8% في الربع الأخير من 2023
ومع ضعف المعنويات، يقوم المستثمرون بسحب الأموال من الأسهم الكبيرة ذات القيمة العالية أيضاً. ويتخلف مؤشر MSCI للهند الآن عن مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ للشهر الثاني على التوالي، مع تفضيل أسواق مثل تايوان وكوريا الجنوبية بشكل أكبر بسبب تعرضها لأسهم الرقائق وطفرة الذكاء الاصطناعي. ويتوقع بعض المستثمرين أن تتفاقم الخسائر، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".
وقال نيتين تشاندوكا، الخبير الاستراتيجي في بلومبرغ إنتليجنس: "إن الإجراءات التنظيمية ضد الأسهم الصغيرة هي شهادة على زبد التقييم في الهند". "يمكن أن تستمر الهند في أداء أقل من أداء آسيا قبل الانتخابات المحلية في الأسابيع القليلة المقبلة ووسط ارتفاع الرقائق في الأسواق الأخرى في المنطقة".
ويشعر مجلس الأوراق المالية والبورصة الهندي بالقلق بشأن التدفقات الكبيرة إلى الأسهم الصغيرة والمتوسطة وسط ارتفاع كبير في المنطقة الأكثر خطورة في سوق البلاد البالغ حجمه 4.3 تريليون دولار خلال العام الماضي. وفي أواخر الشهر الماضي، طلبت من الصناديق اتخاذ تدابير لتخفيف التدفقات الداخلة إلى الخطط ذات الصلة وحماية المستثمرين من عمليات الاسترداد المفاجئة.
وقالت رئيسة مجلس الأوراق المالية والبورصة الهندي، مادابي بوري بوش، في وقت سابق من هذا الأسبوع: "قد لا يكون من المناسب السماح للفقاعات بمواصلة البناء، لأنها عندما تنفجر، فإنها تؤثر سلباً على المستثمرين". وقالت إن سيبي منفتحة على السماح لمديري الأموال بالاحتفاظ بمزيد من الأسهم الكبيرة في محافظهم الصغيرة لإدارة المخاطر.
وأضافت بوش أيضاً أن الهيئة التنظيمية لاحظت "أنماط التلاعب بالأسعار" في القوائم الجديدة التي تتم على منصات الشركات الصغيرة. يؤثر المزاج المتوتر على عمليات طرح الأسهم لأول مرة في الهند هذا الأسبوع، حيث انخفضت أحدث 3 عروض عامة أولية بنسبة تصل إلى 16% في أيام التداول الأولى مقابل متوسط مكاسب بنسبة 20% هذا العام حتى يوم الأربعاء.
انخفض مؤشر S&P BSE للشركات الصغيرة بأكثر من 12% من أعلى مستوى له على الإطلاق والذي وصل إليه في وقت سابق من هذا العام. استخدم بعض المستثمرين الانخفاضات لشراء الأسهم، حيث ظل المشاركون في السوق عموماً متفائلين بشأن الأسهم الهندية. وأظهرت بيانات البورصة أن المستثمرين من المؤسسات المحلية، بما في ذلك صناديق الاستثمار المشتركة وشركات التأمين، ضخوا مبلغاً قياسياً قدره 1.1 مليار دولار في الأسهم المحلية يوم الأربعاء.
قادت الأسهم الصغيرة الارتفاع القياسي في سوق الأسهم الهندية في العام الماضي، الأمر الذي أجبر الصناديق الأجنبية على النظر إلى ما هو أبعد من الأسماء النموذجية الكبيرة. ولكن هذا قد يعني أيضاً أن هناك المزيد من الاحتمالات السلبية.
