وسط الهجمات الحوثية المتواصلة على سفن الشحن في البحر الأحمر، والضربات الأميركية المضادة على مواقع الحوثيين في اليمن، اتهم سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن، إيران باستمرار تقديم الدعم للحوثيين بالأسلحة والمعلومات.
وقال فاجن لـ"العربية/الحدث" اليوم الخميس إن "إيران لا تزال نشطة في تموين الحوثيين بالأسلحة ومكوناتها والمعلومات لاستهداف السفن" التجارية.
كما أكد أن هناك جهودا كبيرة تبذل بالتنسيق مع دول أخرى للحد من تهريب الأسلحة من إيران للحوثيين.
"هجمات متهورة"
إلى ذلك أضاف أن "الولايات المتحدة ليست في حرب مع الحوثيين لكنها ملتزمة باستعادة حرية الملاحة"، مردفاً أن "هجمات الحوثيين متهورة ونعمل مع الشركاء لمواجهتها".
وأوضح أنه "كجزء من تحالفات دولية، فإن الولايات المتحدة تقوم بحماية الملاحة الدولية عبر "عملية حارس الازدهار"، وأيضاً إضعاف إمكانيات الحوثيين كي لا يتمكنوا من استمرار هجماتهم على الملاحة، وذلك عبر الضربات المركزة على إمكانياتهم من الأسلحة التقليدية المتطورة".
كما لفت إلى أن "الضربات المركزة باتت ضرورية ومناسبة وتتسق مع القانون الدولي، وتنفيذها هو جزء من الحق الطبيعي لواشنطن في الدفاع عن النفس بموجب نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
محادثات سرية مع طهران
يشار إلى أنه منذ تفجر الحرب في قطاع غزة، شن الحوثيون سلسلة ضربات على سفن التجارة، بينما تكشفت مساع أميركية جرت قبل أشهر خلف الكواليس من أجل حث إيران على الضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم.
فقد كشف مسؤولون أميركيون وإيرانيون أن الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع طهران هذا العام في محاولة لإقناعها باستخدام نفوذها على الحوثيين لإنهاء الهجمات في البحر الأحمر.
وقال المسؤولون إن المفاوضات غير المباشرة، التي أثارت خلالها واشنطن أيضاً مخاوف حول البرنامج النووي الإيراني المتوسع، جرت بعمان في يناير الماضي وكانت الأولى بين الخصمين منذ 10 أشهر، وفق صحيفة "فايننشال تايمز".
أكثر من 65 هجوماً
يذكر أنه منذ 19 نوفمبر 2023، نفذ الحوثيون أكثر من 65 هجوماً بالمسيّرات والصواريخ على سفن تجارية في البحر الأحمر، زاعمة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، وذلك دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية عنيفة منذ 7 أكتوبر 2023.
فيما أجبرت تلك الهجمات شبه اليومية، الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.
كما أدت إلى غرق سفينة شحن تحمل اسم "روبيمار"، كانت محملة بمواد خطرة، ما دفع اليمن فضلاً عن جهات دولية أخرى للتحذير من خطر بيئي وخيم. وأسفرت إحدى الهجمات أيضاً عن مقتل 3 بحارة جراء قصف صاروخي لسفينة "ترو كونفيدنس" التي كانت ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان.
إلى ذلك، أذكت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
في حين شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات مشتركة على مواقع عدة في اليمن تابعة للحوثيين منذ 12 يناير، في محاولة ردعها وحماية الملاحة البحرية.