رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توبيخ الرئيس الأمريكي جو بايدن للهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل في قطاع غزة، وقال إن الأغلبية العظمي من الإسرائيليين تدعمه.
وردا على تصريحات بايدن، قال نتانياهو "إذا كان يعني أنني انتهج سياسات خاصة ضد الأغلبية وضد رغبة أغلبية الإسرائيليين، وأن هذا يضر مصالح إسرائيل، فإنه مخطئ في الأمرين".
وتحدث نتانياهو إلى صحيفة بيلد الألمانية و"فيلت تي في" وصحيفة "بوليتيكو"، المملوكة لشركة "اكسل سبرنجر" الإعلامية ومقرها برلين، في مقره الرسمي في القدس. وجاءت المقابلة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الحليفين التاريخيين.
كان الرئيس الأمريكي قد صرح إن نتانياهو يلحق الضرر باسرائيل بعدم بذل المزيد من الجهد لتجنب مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، في ظل اتساع هوة الخلاف بين الزعيمين.
وقال بايدن مساء أمس السبت في مقابلة مع جوناثان كيبهارت من قناة "إم إس إن بي سي" إنه يعتقد أن نتانياهو يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها بطريقة إدارته للحرب في غزة.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن دعمه لحق إسرائيل في ملاحقة حماس بعد هجوم 7 أكتوبر، لكنه قال إن نتانياهو "يجب أن يولي المزيد من الاهتمام بالأرواح البريئة التي تفقد نتيجة للإجراءات المتخذة".
وقال بايدن عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة: "إنه يتعارض مع ما تمثله إسرائيل. وأعتقد أنه خطأ كبير"، مضيفا أن الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لمدينة رفح في غزة، التي يعيش بها أكثر من 3ر1 مليون فلسطيني، هو "خط أحمر" بالنسبة له، لكنه قال إنه لن يتوقف عن تزويد اسرائيل بالأسلحة مثل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية التي تحمي المدنيين الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية في المنطقة.
وقال نتانياهو اليوم الأحد إن سياسته تحظى بدعم "أغلبية ساحقة" من الإسرائيليين.
وتابع "إنهم يدعمون العمل الذي نقوم به لتدمير الكتائب الإرهابية المتبقية لحماس"، في إشارة إلى خطط شن هجوم بري على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وأضاف بايدن إنه على استعداد لعرض موقفه مباشرة على الكنيست الإسرائيلي، بما في ذلك القيام برحلة أخرى إلى إسرائيل.
وجاءت تصريحات بايدن بعد أن انتقد إسرائيل في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الخميس الماضي. ويواجه الرئيس الأمريكي، الذي يسعى لولاية ثانية في نوفمبر المقبل، اضطرابات متزايدة داخل حزبه، الديمقراطي، فيما يتعلق بطريقة تعامله مع الحرب التي دخلت الآن شهرها السادس.
وقال في كلمته التي قوبلت بتصفيق الديمقراطيين:"يجب على إسرائيل أن تسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وتضمن عدم تعرض العاملين في المجال الإنساني لإطلاق النيران"، مضيفا أن "حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون أولوية".
وقال بايدن "لا يمكن أن نقتل 30 ألف فلسطيني آخرين"، معتمدا الرقم الذي أصدرته وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة. وقال إن إسرائيل تفقد الدعم على مستوى العالم.
ويتعرض بايدن لضغوط من كثيرين لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقبل أسبوع، وصفت نائبة الرئيس كامالا هاريس صراحة أوضاع الناس في قطاع غزة بأنها "غير إنسانية" وتمثل "كارثة إنسانية".
ونظرا للوضع المزري، بدأ الجيش الأمريكي بإنزال المواد الغذائية والمساعدات على غزة من الجو.
وتعمل الولايات المتحدة أيضا، جنبا إلى جنب مع شركاء دوليين، على إنشاء رصيف مؤقت قبالة ساحل غزة حتى تتمكن السفن الكبيرة من توصيل إمدادات الإغاثة عن طريق البحر.