أجلت البحرية الهندية، اليوم الخميس، طاقم سفينة منكوبة في البحر الأحمر يبلغ قوامه 20 فرداً، بعد أن أدى هجوم للحوثيين إلى مقتل ثلاثة بحارة في أول حادث يسفر عن سقوط مدنيين جراء الحملة التي تشنها الجماعة اليمنية على طريق الشحن الرئيسي.
وأطلق الحوثيون صاروخاً على سفينة ترو كونفيدنس التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان، أمس الأربعاء، على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً قبالة ميناء عدن مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وقال الملاك والمدير في بيان إن سفينة حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 وثلاثة حراس مسلحين إلى مستشفى في جيبوتي بمنطقة القرن الإفريقي.
وأوضح الملاك والمديرون أن اثنين من القتلى فلبينيان والثالث فيتنامي، معبرين عن تعازيهم لأسرهم. كما أصيب فلبينيان آخران بجراح خطيرة.
وأظهرت صور نشرتها البحرية الهندية طائرة هليكوبتر تنتشل أفراد الطاقم من قارب نجاة صغير وسط أمواج متلاطمة وتأخذهم إلى سفينة للبحرية.
وظهر بعض الجرحى في قاع قارب نجاة تابع للبحرية، حيث جرى إرسالهم لإسعافهم. ونقلوا على محفات للسفينة وظهروا لاحقاً والضمادات تغطي أطرافهم أثناء إجلائهم إلى مستشفى جيبوتي.
وقالت الشركات في البيان: "السفينة تنجرف بعيداً عن البر. وتُتخذ حالياً ترتيبات الإنقاذ".
ومضى الحوثيون في حملة هجمات متواصلة على السفن في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم منذ نوفمبر.
وقالت اتحادات الشحن العالمية الرئيسية، اليوم الخميس، إن "الخسائر في الأرواح والإصابات في صفوف البحارة المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق".
وأضافت أن "تكرار الهجمات على السفن التجارية يسلط الضوء على الحاجة الملحة لجميع أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية حياة البحارة المدنيين الأبرياء ووضع حد لمثل هذه التهديدات".
سلامة البحارة
ويستخدم الحوثيون مجموعة من الأسلحة المتطورة، تشمل صواريخ باليستية و"طائرات مسيرة انتحارية" على الرغم من الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قواعدهم في اليمن بهدف شل قدرتهم على الهجوم.
وطالب ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهو اتحاد يقود النقابات المنتسبة ومعترف به على أنه السلطة القائدة للنقل في العالم، بتوفير حماية أفضل.
وقال كوتون: "لا توجد منطقة توزيع تستحق فقدان حياة البحارة.. ندعو الصناعة إلى تحويل مسار السفن للإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح حتى يصبح العبور الآمن في البحر الأحمر مضموناً".
وتمر نحو 23 ألف سفينة سنوياً عبر مضيق باب المندب الضيق، الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن بقناة السويس، وهو ما يمثل نحو 12% من التجارة العالمية.
ويتسبب استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول في إضافة نحو عشرة أيام لرحلة السفينة مما يؤخر سلاسل التوريد ويزيد التكاليف.
وارتفعت تكلفة التأمين على السفينة بمئات آلاف الدولارات منذ بدء هجمات الحوثيين بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يخاطرون برحلة أقصر مدتها سبعة أيام عبر البحر الأحمر.
وكانت سفينة ترو كونفيدنس تبحر من الصين إلى جدة والعقبة بحمولة من منتجات الصلب والشاحنات.
والسفينة مملوكة لشركة ترو كونفيدنس شيبينج المسجلة في ليبيريا وتديرها شركة ثيرد جانيواري ماريتايم ومقرها اليونان. وقالت الشركتان إنه لا يوجد أي صلة حالياً مع أي كيان أميركي.