مازالت التفاصيل حول سبب غرق السفينة البريطانية "روبيمار" في البحر الأحمر بالقرب من باب المندب بسبب هجمات الحوثيين تتكشف. وتعرضت السفينة التي كانت تحمل كميات كبيرة من الأسمدة الخطيرة جدا بيئيا لهجوم صاروخي في 19 فبراير الماضي، حيث أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، فيما تم إنقاذ الطاقم المكون من 24 فردا وهم 11 سوريا و6 مصريين و3 هنود و4 فلبينيين.
وكشف تسجيل صوتي حصلت عليه "العربية.نت" للقبطان سامر حجازي قائد الطاقم، أن السفينة تعرضت لإصابة مباشرة نتيجة القصف بصاروخين، أحدهما أصاب غرفة المحرك وأدى لتسلل المياه إلى الماكينات بالكامل وعنبر رقم 5 بالسفينة، ما أدى لغرقها ببطء بعدما تدفقت المياه لداخلها.
من جانب آخر، كشف القبطان المصري السيد الشاذلي رئيس النقابة المهنية للضباط البحريين في مصر، أنه أبلغ البحارة المصريين بالتعليمات الجديدة التي وافقت عليها لجنة مناطق العمليات الحربية التابعة للاتحاد الدولي للبحرية وتحديد ما يعرف بـIBF وITF لمناطق المخاطر المحددة.
وقال لـ"العربية.نت" إن اللجنة الدولية وافقت على توسيع المنطقة عالية المخاطر لتشمل خليج عدن والمنطقة المحيطة به، بالإضافة لذلك تضمين الشروط الحالية شرطين آخرين، وهما حق البحارة في رفض الإبحار إلى تلك المنطقة مع العودة إلى أوطانهم على حساب الشركة، ومنحهم تعويضاً يعادل الأجر الأساسي لمدة شهرين اعتبارا من 16 فبراير الماضي.
وكشف رئيس النقابة أن حدود تلك المنطقة عالية المخاطر تمتد باتجاه الغرب حتى الساحل الإريتري، وتمتد جنوبا لتشمل مضيق باب المندب وتستمر حتى خليج عدن.
ويبدأ خط الحدود الشرقي للمنطقة من الحدود اليمنية العمانية جنوباً إلى الإحداثيات 13 o 25.0 شمالاً، 053 o 00.0' شرقاً، ويستمر خط الحدود جنوب غرب من هذه النقطة ليتقاطع مع منارة جيز جواردافوي، كما تم تضمين ساحل جيبوتي والصومال أيضًا ضمن هذا التقييم الإنساني.
وأضاف أنه يحق للبحارة الحصول على المزايا التالية في حالة قبولهم الإبحار في تلك المنطقة عالية المخاطر وهي مكافأة مساوية للأجر الأساسي، تُدفع مقابل المدة الفعلية للإقامة والعبور، ومضاعفة التعويض عن الوفاة والعجز، متطلب إلزامي لزيادة الترتيبات الأمنية المكافئة لمستوى ISPS 3.
وأشار إلى أن البحارة الموجودين بالفعل في المنطقة اعتبارًا من 16 فبراير الماضي، أو خلال 7 أيام من الدخول والعبور في المنطقة، إلى تقديم إشعار قبل 7 أيام لممارسة الحق في رفض الإبحار في المنطقة والعودة إلى الوطن.
يذكر أنه منذ نوفمبر الماضي يشن الحوثيون في اليمن هجمات بشكل متكرر ضد سفن الشحن التي تمر عبر مضيق باب المندب، ويستهدفون السفن التي لها اتصالات بإسرائيل والدول الغربية، مما أجبر العشرات من شركات الشحن على قطع مسافات كبيرة حول قارة إفريقيا بتكاليف أعلى وأيام شحن إضافية.
وردا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية تشكيل عملية "حارس الازدهار"، وهو تحالف عسكري دولي يهدف إلى حماية البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، ونفذت ضربات ضد أهداف للحوثيين داخل اليمن لكن الأزمة مازلت مستمرة وأثرت بشكل على الملاحة في البحر الأحمر.