الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - "للبقاء على قيد الحياة".. حماس تغيّر تكتيكاتها على الأرض

"للبقاء على قيد الحياة".. حماس تغيّر تكتيكاتها على الأرض

الساعة 12:51 مساءً

 

رغم جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعياً لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار/مارس، تتواصل الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

 

لكن يبدو أن الجناح العسكري لحركة حماس بقيادة محمد شقيق يحيى السنوار قد غير من تكتيكاته اليومية، وبدأ لعب لعبة مختلفة على الأرض منذ وقف إطلاق النار الذي نفذ لفترة قصيرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

 

تجنب المعارك الكبيرة

إذ يحاول مقاتلو حماس الآن تجنب المعارك الكبيرة بالأسلحة النارية، واستخدام الكمائن على نطاق صغير بدلاً من ذلك، باستخدام أدوات تتراوح بين القذائف الصاروخية إلى الأصوات المسجلة للأسرى لجذب القوات الإسرائيلية إلى الفخاخ والكمائن.

 

ورغم أن الكمائن لديها فرصة ضئيلة للاحتفاظ بالأراضي ضد المناورات الإسرائيلية المدرعة، لكنها مصممة لتناسب قدرات حماس المحدودة، وهدف السنوار من الحرب، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

 

"البقاء على قيد الحياة"

وفي السياق، قال إيال بيريلوفيتش، المحلل المدني للقوات المسلحة الإسرائيلية والمؤرخ العسكري في الجامعة العبرية بالقدس: "إنه منطق تكتيكي سليم للغاية". وأضاف أن "هدفهم الاستراتيجي هو البقاء على قيد الحياة".

 

وأدى هذا التحول إلى تقليص خسائر حماس، ولكنه أدى أيضاً إلى تقليص عدد الجنود الإسرائيليين الذين تستطيع حماس الوصول إليهم واستهدافهم.

 

كذلك أضاف بيريلوفيتش أن "التغيير في تكتيكاتهم يشير إلى أن حاجتهم للبقاء قد تجاوزت حاجتهم إلى هزيمة إسرائيل".

 

وعادة ما تشتمل الكمائن على قذيفة صاروخية، وخاصة طلقة الياسين 105 التي يتم إطلاقها من قاذفة محمولة على الكتف، والتي طورتها حماس من تصميم روسي.

 

فيما يطلق أحد المقاتلين قذيفة آر بي جي، ويحمل رجل آخر بندقية آلية من طراز AK-47، ويحمل رجل ثالث كاميرا فيديو لوسائل التواصل الاجتماعي.

 

وغالباً ما تنتهي مقاطع الفيديو الدعائية لحماس بمجرد انفجار قذيفة آر بي جي، ما يجعل من غير الواضح حجم الضرر الذي لحق بالهدف، وفق الصحيفة.

 

قنابل يدوية ولاصقة

من جانبه قال جاي أفياد، الباحث في شؤون حماس والضابط الإسرائيلي السابق، إن القنابل اليدوية عادة ما تسبب أضراراً محدودة فقط لدبابات ميركافا الإسرائيلية المدرعة، ولكنها يمكن أن تكون فعالة ضد المركبات الأقل حماية وكذلك الجنود الراجلين.

 

وتستخدم كمائن حماس الأخرى ما يسمى بالقنابل اللاصقة، وهي متفجرات بدائية الصنع تلتصق بالمركبات المدرعة الإسرائيلية بواسطة مغناطيس أو شريط لاصق.

 

إلى ذلك يققال العديد من الجنود الإسرائيليين إن حماس تحاول أيضاً قتل القوات الإسرائيلية عن طريق وضع شراك خداعية في المباني في جميع أنحاء غزة.

 

وكشف جنود إسرائيليون أنه تم العثور على أفخاخ على نطاق واسع في منازل نشطاء حماس، وكذلك في منازل العديد من المدنيين.


 

متفجرات داخل المباني

ومع بداية الحرب، تم وضع المتفجرات حول مداخل المباني. وسرعان ما توقف الإسرائيليون عن استخدام الباب الأمامي، وبدلاً من ذلك فجروا أو هدموا طريقهم عبر جدران المنزل.

 

كذلك أوضح جنود إسرائيليون أن حماس تكيفت مع الوضع، حيث قامت بوضع فخاخ متفجرة في الأشياء داخل المباني، من إسطوانات الغاز إلى ألعاب الأطفال.

 

وفي بعض الأماكن، حاولت حماس استدراج الجنود الإسرائيليين إلى الفخاخ عن طريق زرع متفجرات في أشياء تخص الأسرى الإسرائيليين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر.

 

تسجيلات صوتية للأسرى

في حالات أخرى، استخدمت الحركة تسجيلات صوتية لأسرى يتوسلون المساعدة باللغة العبرية لمحاولة جر الجنود إلى كمين.

 

في موازاة ذلك أخبر قادة حماس في غزة المسؤولين المصريين والجناح السياسي للجماعة في المنفى أن كتائب القسام فقدت ما لا يقل عن 6 آلاف رجل، من بين ما يقدر بنحو 30 ألف مقاتل قبل الحرب.

 

مقتل 12 ألفاً من مقاتلي حماس

وقالت إسرائيل إنها قتلت حوالي 12 ألفا من مقاتلي حماس في غزة حتى الآن، بالإضافة إلى حوالي 1000 آخرين خلال القتال الذي دار في إسرائيل يوم 7 أكتوبر.

 

لكن يعتقد مسؤولو المخابرات الأميركية والمصرية أن الخسائر الحقيقية تقع تقريباً في المنتصف بين ادعاءات إسرائيل وحماس.

 

وأشار محللون عسكريون إلى أن حماس تستطيع تجنيد مقاتلين جدد ليحلوا محل جنودها العاديين، لكن استبدال القادة ذوي الخبرة أكثر صعوبة.

 

وفقدت إسرائيل حتى الآن 242 جندياً قتلوا في غزة، بالإضافة إلى أكثر من 300 قتلوا في 7 أكتوبر.

 

مقتل الآلاف في غزة

يذكر أن المدنيين في غزة مازالوا يتحملون وطأة الحرب، حيث قُتل الآلاف بسبب الغارات الجوية والنيران الأرضية، والعديد منهم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والسلامة.

 

وقتل نحو 30 ألفاً من سكان القطاع في الغزو الإسرائيلي، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.