لم يكترث الرحالة العماني بخيت العمري لمشقة السفر ووعثاء الطريق في سبيل تحقيق أمنيته في الوصول إلى السعودية مشياً عن الأقدام في يوم التأسيس، ليشارك السعوديين لحظات الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة.
وروى الرحالة العماني لـ"العربية.نت" تفاصيل رحلته التي بدأت قبل 52 يوماً، قائلا: "بدأتُ الانطلاقة من أمام مركز السلطان قابوس للثقافة والترفيه بصلالة، مروراً بالجمهورية اليمنية، ثم الدخول لأراضي المملكة عبر منفذ الوديعة، واستقبلنا أهالي محافظة شرورة بكل حفاوة وتقدير، ثم توجهنا إلى منطقة عسير مروراً بالباحة حتى وصولنا المشاعر المقدسة".
مشاق الرحلة
وأضاف: "أنا رحالة عماني أبلغ من العمر 58 سنة، وبدأت التفكير بالرحلة من بداية هذا العام للوصول للسعودية في يوم التأسيس، وأكمل الطريق مشياً على الأقدام إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والعمرة، وكانت الفكرة بعد تشكيل فريق رياضي باسم فريق "سدح للمسير والمغامرات" في ولاية سدح بمنطقة ظفار".
وتابع: "بعد تقاعدي من الجيش العماني، اخترت أن أبدأ مسيرتي كرحالة، وقررت أن يكون لدي خط مسير عبر صلالة في عمان ومنه إلى اليمن، والشريط الصحراوي ثم السعودية، وحاولت اكتشاف خط سير قوافل الحج العمانية التي كانت تمشي في هذا المسار، وتواجه الصعوبات في الطريق المليء بالمخاطر، ذلك الطريق الذي يخرج من عمان ويصل إلى وادي حضرموت، وتميم، ومنها إلى الوديعة ونجران، ومن ثم إلى مكة".
وأضاف: "قدمت إلى وزارة الثقافة والرياضة والشباب في عمان، وطلبت منهم ترخيصا، وموافقة على الرحلة، وجاء الرد بالموافقة بعد شرح أسباب الرحلة وأهدافها وخط السير الذي قررت السير فيه على خطى الأجداد من أكثر من 70 سنة، والذين كانوا يسيرون على هذا الطريق في رحلات الحج والعمرة من امتداد الشريط الصحراوي، والتي تضم العيون ومختلف التضاريس والمدن الأثرية والتاريخية التي استمتعت بمعرفتها خلال الرحلة، كما تعرفت على القبائل الموجودة على خط قوافل الحجاج".
يوم التأسيس
واستطرد الحديث: "حرصتُ خلال الرحلة على المشاركة في احتفال يوم التأسيس والوصول لمكة لأداء فريضة العمرة والحج، واكتشاف هذه المناطق والقبائل والتعرف على العادات والتقاليد والترابط الاجتماعي بين الدول، ووجدت خلال الرحلة العادات العربية من استقبال الضيوف وحمايتهم وكرم الضيافة، فقد حققت أهداف الرحلة، وشاركنا البعض رياضة المشي بين المدن، ووجدنا الدعم من رجال الأمن ومن أهالي شرورة ونجران، واحتفلنا معهم بيوم التأسيس".
حفاوة الاستقبال
وأعرب الرحالة العماني عن بالغ شكره إلى الحكومة السعودية والشعب السعودي، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحفاوة الترحيب، والتي حظينا برعاية واهتمام المسؤولين في المعبر الحدودي في الجانب السعودي، وقدموا لنا الرعاية الطبية الضرورية التي نحتاجها.